اليانديري عبارة مرض نادر و خطير أو حالة خاصة بالأصح ، حيث يكون صاحب هذه الحالة لديه إضطرابات و تقلبات في المزاج كالمدمن على المخدرات.


و يصيب الشخص عندما يولد فيجعله بدون مشاعر و يحس بالفراغ.


يمكن القول عنه متوحد لكن المتوحد لا يتكلم مع الناس على عكس الياندري الذي يجعل صاحبه يحس بالفراغ لكنها يستطيع التواصل مع الآخرين.


مهما قدمنا لهذا المصاب من علاج و أدوية فإنه لا ياداوى و نسبة العلاج منه شبه مستحيلة.


لكنه حالته تتطور حتى يصبح في إستطاعته السيطرة عليها لكن جانبه المظلم من شخصيته يغلب عليه في أوقات الشدة.


إلى ان يأتي يوم و يلتقي بشخص يجعله ملكه لأنه يحس بأنه طبيعي معه لكنه في أغلب الأحيان يعاني من الخجل و لا يستطيع التحدث معه و يبدأ بجمع كل شيء عنه و متعلق به حتى يصبح مجنون به و يؤذي أي شخص يريده او يضره.


و الغريب في هذا المرض ان كل مريض به التقى بذالك الشخص الذي يجعلها يحس بالاكتمال، تحسنت حالته فعلا و أصبح يستطيع السيطرة على حالته.


و مصطلح اليانديري في عالم الانمي يطلق على شخصية تبدو لطيفة و حنونة لكن سرعان ما تظهر على حقيقتها.


فهي تصادق الناس فقط لمصالحها و عندما تحصل على ما ارادت منهم تتخلص منهم و بعدة طرق جهنمية لا يكمن تصورها.


يمكن القول عنها منافقة او صديق مزيف في هذه الحالة.


و إصطلاحا يطلق مصطلح اليانديري على حالة تلبد المشاعر.


وفي هذه الرواية سنأخذ مثال بسيط عن البنت أيانو التي تروي حكايتها عن حياتها مع اليانديري بلسانها و تقوم بإعطائنا مختلف المعلومات لكي تتعرف أكثر على هذا المرض.

.

.

.

إستمتعوا



*

مرحبا انا اسمي أيانو تاماكي، انا فتاة في مرحلة المراهقة من اليابان تسكن في مدينة طوكيو و لقد جئت اليكم اليوم لكي اشارككم قصة لا استطيع القول عنها انها قصة حب او غدر او صداقة او رعب..... لا اعلم و لذلك بدون مقدمات دعوني ابدأ في حكايتي.


اول ذكرياتي ... اتذكر مستشفيات أطباء عمليات .... لقد كنت محطمة الاطباء حاولوا اصلاحي.


و والداي حاولا ان يفهما لماذا انا مختلفة عن الآخرين... لم اكن افهم ماذا يجري.


سمعت الأطباء يقولون انهم لا يستطيعون اصلاحي... قالوا انني لن اكون بنت طبيعية او أعيش حياة عادية.


عندما كبرت قليلا فهمت ماذا بي... رأيت الاطفال الاخرين بعمري يسعدون و يحزنون و يغضبون لكني لم اشعر ابدا بهذه الأشياء كنت اشعر باللاشيء و الفراغ...


كان ابي يساعدني و يحاول اصلاحي طوال الوقت و يحاول إشعاري أني طبيعية لكن امي لم تكن كذلك...


كانت تقول انها كانت مثلي تماما إلى أن التقت بشخص خاص جعلها تشعر انها طبيعية...


كانت تقول انني يوما ما سألتقي بشخص يجعلني اشعر بالاكتمال.


لم يرد ابي ان يسمع لكلام أمي كان فقط يريد بنتا عادية كأي شخص في الحياة لقد حاول كل شيء ليجعلني بنتا عادية لكن لا شيء نجح.


لم ارد ان ارى ابي بتلك الحالة صحيح اني كنت لا اشعر بشيء لكني كنت احس بالآخرين و شعرت بالعار، لذلك بدأت امثل بأني بنت عادية و قد تحسنت و قد كنت اضحك و اغضب و كل شيء رأيت والداي يتحسنان، لقد كنا عائلة مثالية لكن كل هذا كان نفاق لم اكن احس بشيء...


لقد رأيت ابي سعيدا و قد تحسنت حالته لكني اظن انه كان يعرف ما افعل و كان يمثل أيضا.


عندما دخلت المدرسة المتوسطة... كان الكل يضايقني و يسخر مني لاني كنت غريبة لهم، لكني لم اعطيهم اهتماما ثم يئست من حالتي فبدأت اصادق الاخرين و اكسب رضاهم كنت اتحدث معهم و احل الواجبات معهم و بالفعل قد نجحت و توقفوا عن مضايقتي...


تظاهرت اني بنت عادية طوال الوقت حتى عندما اكون وحدي لكني لم اتحسن و بقيت على حالتي.


حاولت كل شيء لاحس بأي شيء لكني لم انجح... كنت فقط أريد ان اشعر بالفرح و الحزن و كل شيء... لكن بدلا من ذلك شعرت بعار.. اسف... ندمان.... لم اشعر بأي شيء مما كنت أريده.


لقد كانت امي تقول لي دائما: "في يوم ما ستلتقين بشخص يجعلك تشعرين بالاكتمال" لقد بقيت اتأمل في تلك الكلمات طوال الوقت...


أحسست أنها كانت محاولة منها لكي تواسيني إلى ان..


في يوم ما وجدت فيه ذاك الشخص انه هو نعم، إنه هو لا اعلم ان كنت اهلوس يا إلهي انه فعلا موجود و كل ما قالته امي صحيح.




لا يجب ان اخسره يجب ان احميه يجب ان اجعله ملكي انا اريده انه كل شيء انه وسيلتي للحياة لا شيء او احد آخر مهم انه حياتي سيكون لي انه لا يملك الخيار سوف يكون سينباي (سينباي كلمة يابانية للشخص الأعلى شأناً) يجب ان احميه من اي شخص يؤذيه.


بدأت أؤذي الاخرين من اجله لكنه لم يكن يعلم حقيقتي، لاني اذا خسرته سأخسر كل حياتي.


و هنا بدأت حكايتي مع سينباي، لن افسد عليكم ماحدث لكني يمكن ان اقول لكم ان احداث هذه القصة مفاجئة و غير متوقعة.



*

بدأ كل هذا في اخر اسبوع من العطلة الصيفية.


حيث كانت تراودني مجموعة من الاحلام حول شخص غريب لكنه كان يبدو جميلا جدا.


لديه حاجبان طويلان و عيون بنية مع شعر اسود قصير و خفيف الدم و مضحك يحب التحدث مع الناس او علي ان اقول ان الناس يحبون التحدث معه.


عندما شاهدته اول مرة كنت جالسة في المنتزه اتمشى و اقرأ كتابا حتى رأيته في وجهي يجري في جهتي ثم اصتدم بي و اسقط كتابي.


كنت غاضبة في البداية لكنه مد يده و امسكني و اخذني إلى مكان اجلس فيه ثم احضر الكتاب و نظفه و اعطاه لي.


كان يضحك في وجهي بابتسامته العريضة الجميلة تأخذك في ارض الخيال حين تراها، بدأت يتكلم معي و يلقي بعض النكات و قد ضحكت، نعم لقد ضحكت أول مرة في حياتي من قلبي!


لكنه طلب مني السماح و قال لي انه مستعجل و لكني بقيت انظر في عينيه كأني أطلب منه البقاء أكثر، حتى ودعني و رحل مسرعا دون أن أشعر.


وكانت تلك افضل لحظات حياتي التي شعرت بها لأول مرة أني إنسانة طبيعية، حتى رأيته في حلم اخر بنفس الاحداث لكنه كان كالأمير يضع تاجا و يلبس ثوبا ملكيا و كنت انا كالأميرة التي تنتظر الزواج من ملك راقٍ مثله.


بعدها امسكنا أيدينا و اخذني الى العرش الخاص بنا و جلسنا فيه بعدها رأيت الخدم قد احضروا لي ولدا و قالوا لي مبروك يا ملكة.


اظن اننا كنا زوجين او انها إشارة للزواج و حينها انتابني الفضول و سألت ذاك الملك عن اسمه.


فقلت:" اعذرني... ماهو اسمك الكامل؟" "


فقال:"ماذا هل تمزحين أنا زوجك؟ "


أعدت له السؤال حتى أصبح متوترا و قرر أن يجيبني : " حسنا انا ادعى... (صوت منبه) ".


و بعدها رن المنبه الغبي مبكرا جدا عن الوقت المحدد، تبا لك أمي لم أطلب منك شراءه في الأساس .


كان علي الذهاب إلى المدرسة لأول يوم في سنتي الجديدة بالمدرسة الثانوية، بقيت شاردة و أفهم ما جرى حتى احمر وجهي مما حدث في الحلم ثم تفاجأت لانها ثاني مرة احس بها بشعور ما مع ذلك الغريب.


حاولت تجاهل هذا و القول انها مجرد هلوسات لكن في نفس اليوم حدثت صدفة غيرت حياتي.

.

.

.

يتبع....



*

عندما نهضت من فراشي كانت الساعة السابعة و ثلاثة عشر دقيقة، كان يجب علي ان اصل إلى المدرسة على الساعة التاسعة تماما او قبل ذاك الموعد.


لذا قمت بتنظيف فراشي و ترتيبه ثم قمت بترتيب غرفتي الجميلة بعدها ذهبت انزل في الدرج لأصل إلى مطبخنا الواسع.


لم ارد ايقاظ والدتي ذاك اليوم لأنها كانت مريضة بالزكام و كان شديدا جدا.


و عندما استشارت الطبيب كان قد نصحها و اوصاها في نفس الوقت بأن تبق بالمنزل مع شخص راشد او ذو دهاء و علم كافي بالمرض و كيفية رعاية مريضه و قد كانت من مسؤولياتي كإبنة لتلك المرأة التي وقفت بجانبي في كل حياتي و في مرضي ان ابقى معها ذاك اليوم و اوفر لها كل العناية المناسبة جزاء لكل ما فعلته من اجلي إلى ان تتحسن حالتها او تقدر على الاعتماد على نفسها.


لم اكن جيدة بالطبخ او لم اكن أجيده حتى في تلك الايام كان عمري ستة عشر سنة و لم اكن أتقن قلي البيض حتى، اعلم ان هذا محرج قليلا او علي القول كثيرا لبنت في عمري لكني كنت مدللة والداي في ذاك الوقت و لم يكن لي اخوة و كان والداي يوفران كل شيء لي دون ان اتعب نفسي.


و كانت عائلتي صغيرة جدا حيث ان امي كانت ابنة والداها الوحيدة مثلي و ابي كان لديه اخت متزوجة في عمر الثلاثين على ما أظن و لديها بنت في مثل عمري و ولد صغير.


كانت ابي يغار منها ولا يتحدث معها كثيرا لان ولادتي كانت بعد ولادة ابنة عمتي بأيام لذلك انصب الاهتمام عليها وتم نسياني و لانني كانت لدي تلك الحالة الخاصة (اليانديري) و لكن ابنة عمتي كانت بنت عادية و لديها كل الخصائص البشرية، كنت لا أطيقها لان ابي كان يضرب لي الامثال بها و يتحدث عنها طوال الوقت، و يردد دائما لماذا ليس لديه بنت عادية مثل إبنة أخته؟


كان اسمها "سونيا" و اخوها اسمه داني كان يقول ابي لي دائما و بتكرار مع نبرة غضب و أسف :"انظري إلى سونيا انها بنت طبيعية و مرحة على عكسكي انت يا عديمة المشاعر ماذا لديها زيادة عنك....." كنت استمع له و لا اشعر بشيء الا العار و الندم و سوء القدر و كنت افكر دائما و اقول صحيح لماذا هي بنت عادية و انا لا مع اننا ولدنا تقريبا في نفس الفترة....كنت اتمعن في هذه الأشياء طوال الوقت.


و لقد نسيت ان اقول ان عمتي تسكن في باريس مع زوجها الذي يعمل كمدير اعمال و هي كانت ربة منزل الأحلام، لكني لم اكن اهتم لهذه التفاهات كنت اعتقد انها مجرد اقدار مكتوبة لا يمكننا فعل شيء لتغييرها.


و كان عمي يعمل كفوتوغراف (مصور) هاوٍ، و كان دائم السفر و كان كمثابة صديق للعائلة لان ابي يحب التحدث معه و امي ايضا و كان الوحيد غير عائلتنا الذي يعرف عن مرضي و لذلك كان يأخذني معه في رحلاته على امل من ان اتحسن لكن للأسف كالعادة اكن لم اشعر بشيء و تتظاهر اني مستمتعة و أنني أتحسن.


و رغم ان كل اخوة ابي كان لهم حياة ترف، الا انه اكتفى ان يعمل كمدير لمقهى في مدينتنا و لم اتصور انه عار او تقسيم غير عادل في الحياة و كانت امي تعمل كبائعة حلويات في متجر صغير، و كان افراد عائلتنا يكملون بعضهم و يرون في الكثير مستقبلي، كانوا يريدونني ان اكون جراحة او طبيبة مشهورة مستقبلا .



*

المهم اعلم اني اطلت الحديث قليلا عن عائلتي، و خرجت عن الموضوع حسنا نعود إلى المطبخ، حيث كنت ابحث عن البن (مسحوق القهوة) لأقوم بصنع فنجان قهوة لامي لكني لم اجدها و كان اقرب سوبر ماركت او متجر يبعد ربع ساعة مشيا.


فإكتفيت بطهي الشاي و لكن أثناء طهيي له انسكب قليل من الماء الساخن على يدي و اظهر علامة حمراء و مؤلمة، و كانت كبيرة قليلا.


فلم ارد ان افجع امي أكثر فذهبت و اخفيتها بمواد التجميل خاصتي، الخاص بها و بالفعل نجح الامر، و بعدها احضرت الشاي إلى غرفة امي و ايقظتها بهدوء كأن شيء لم يحصل بعدها شربنا الشاي و كان مرا جدا يشبه ذوقه الماء الساخن مع قليل من العشب.


فضحكت امي و قالت: "لابأس ستنجحين المرة القادمة."


ثم تناولنا اطراف الحديث و قد اخبرتها عن بقائي معها لكنها لم ترد و قالت انها ستنادي صديقتها لتبقى معها فوافقت بدون تردد.


بعدها رأيت الساعة و كانت التاسعة الا ربع و كانت المدرسة الثانوية تبعد عن منزلنا نصف ساعة مشيا و لم أكن حتى مرتدية اللباس المدرسي او مجهزة الادوات اللازمة، فعذرت امي و ذهبت مسرعة و نضمت حالي في دقائق بعدها خرجت من البيت أجري.


و عندها كنت اهرول و كان كتابي للتاريخ ممسكا به بأسنان فمي، بعدها ارتطمت بشخص ما و سقط الكتاب، حاولت معرفة ما حدث و بمن إصطدمت حتى رأيته، إنه هو مجددا، إنه المختار!


ثم ضحك في وجهي بعدما حمل كتابي و أطاه لي و قال:"اعذرني لقد تأخرت، عذراً... الست انت ايانو تماكي ابنة بائعة الحلويات في الحي؟ "


اجبته بتوتر:"نعم... و انا ذاهبة إلى أول يوم للسنة الجديدة في الثانوية"


سألني ان كنت أريد أن اذهب معه ترددت فقد صادف أنه يدرس هناك، و من الخجل و الصدمة هربت منه خوفا.


يا إلهي كم انا غبية! يا ليتني قلت نعم حالا لم اعرف ماذا دهاني كنت سأكسبه و اكسب قلبه بسهولة لو قلت نعم حينها، لكني كنت حمقاء.


بعدها رحل مسرعا و هو لا يدري ما حدث، و انا انظر إلى جسمه الفاتن من إحدى الزوايا، ثم تأخرت اكثر و ذهبت مسرعة اجري وراءه للمدرسة.


و عندما و صلت إلى المدرسة رأيت سينباي ذاهبا إلى فتاة ذات شعر برتقالي طويل ذو ربطتين ترتدي زي مدرستنا، وكانت تبدو و كأنها تنتظر أحداً ليأتي و يبدو أنه سينباي.


اقتربت اكثر لأعرف مالذي يحتاجه منها، فسمعتها تقول:"يا الهي تشارلن انك تتأخر دائما عن مواعيدنا و انت دائما مهمل لي و لا تحترم مبادئ الناس، غبي! "


"اسف أوسانا اعرف أني اتأخر دائما لكن لدي ظروف فمنزلي بعيد قليلا عن المدرسة و أنا آتي مشيا على الاقدام، و الباص لا يأتي في الوقت المحدد، اعدك ان هذا التصرف لن يتكرر انا اعدك يا عزيزتي"


" حسنا سنرى سأمنحك فرصة اخرى، لنلتقي وراء المدرسة على الساعة الخامسة بعد انتهاء الدراسة و اذا تأخرت و حتى ان كان لك مبرر مقنع فلن اتحدث معك ثانية"


" اتفقنا أوسانا، و اعذريني سأتخر عن أول حصة، وداعا! "


و ذهب كل منهما في طريقه و كنت أشتاظ غضبا في تلك اللحظة لأنها كانت تتحدث معه بتعجرف، يا إلهي اني خائفة ان تأخذه مني، و لكن شيء ما كان يحدث أثناء تصنتي، أحسست بأن شخصا يراقبني، إستدرت فرأيت بنتا غريبة كانت تراني من وراء الحائط و تتجسس علي.


ركضت وراءها و لم أستطيع اللحاق بها، حتى وصلتني رسالة من شخص مجهول إلى هاتفي.


فتحتها و قرأت ما فيها:


" تعالي إلى غرفة الإذاعة الصباحية بعد الدوام، أنا املك لكي اخبارا لن تندمي على سماعها لذلك اسرعي او ينتهي العرض"


لم افهم ما عنته لكن لم يكن لدي خيار فذهبت إلى الصف في أول حصة لي و بعدما جاءت الإستراحة، ذهبت لها على امل من ان اجد شيء يفيدني.

.

.

.

يتبع....



*

عندما بعثت لي تلك البنت الغامضة تلك الرسالة لم اتردد في الذهاب اليها لأرى ماذا تحتاج.


فذهبت إلى غرفك الاذاعة الصباحية و قد دققت الباب ثم فتح لوحده بعدها دخلت و رأيت شخصا ينظر إلى الخارج إلى باقي الطلاب من النافذة.


انها هي التي كنت ابحث عنها لقد كانت بنت في مثل عمري تقريبا ، و اطول ايضا كانت نحيلة و ذات شعر أحمر قان و قصير مع تلك النظارات الغريبة التي تجعلها غامضة.


عندها قلت لها بدون ترحيب:" من انت و ماذا تريدين"


اجابت :" اوه... أيانو آيشي البنت التي تدعي أنها اجتماعية و انها بنت عادية مثلنا لكنها تخفي الكثير وراءها ظننتك لن تأتي لكنك فاجأتني".


اندهشت من ما قالته و تعجبت لان لا احد كان يعرف عن حالتي غير والداي و عمي و حتى الأساتذة لم يكونو يعلمون فكيف لبنت لا أعرفها بمثل عمري ان تعرف من اول لحظة لقاء.


قلت لها بسرعة و بصوت مرتجف :" من انت و كيف حصلتي على رقم هاتفي و من اخبرك بهذه المعلومات".


"نعم نعم (نبرة استفزاز)، أنا صاحبة جريدة المدرسة، و اعلم كل شيء و أي معلومة لأي شيء او شخص في المدرسة اعلم كل كبيرة و صغيرة تحدث هنا اما الحصول على رقم هاتفك و معلومات عنك كان سهلا جدا مقارنة بعملي اليومي المعتاد و نسيت ان اخبرك ان الاخرين يدعونني باسم إينفو تشان"


اظنها كانت تبدو كنوع من الهاكرز و المخترقين لكن علي ان اضع لها حساب و ان اكسب ثقتها لانني قد احتاجها خصوصا انها تمتلك العديد من الامكانيات.


فقلت لها:" و لماذا اتعبتني بالمجيء إلى هنا، ماهي هذه الأمور التي لن أندم على سماعها"


" رأيتك عن بعد تنظرين بغضب إلى اوسانا و هي تأنب تارو تشان (تشارلن) او علي ان اقول سينباي خاصتك الذي يدرس في الصف الثالث بالسنة الثانية، انه ليس حبيبك فقط فأغلب فتيات المدرسة معجبين به و كسب قلبه ليس سهلا لانه يؤمن بالصداقة اكثر من الحب".


" و لماذا تقولين لي هذه الأشياء انا اعلم معظمها"


" حسنا انا احضرتك الى هنا كي احذرك من شيء، تعلمين انني اتعب على جريدتي في المدرسة لكنها لا تحصل على رواجا او مبيعات كبيرة ليس هنالك مواضيع كثيرة تعجب القراء لذلك فانها مهددة بالاعفاء من قائمة نشاطات النوادي في مدرستنا اذا لم اجد حلا"


فقلت باستغراب:" وما دخلي انا في هذا الشأن؟ "


" هل ترين شجرة الساكورا وراء المدرسة بعد أيام أو أسابيع كحد أقصى، سيحدث شيء سيغير حياتك في يوم الخميس القادم قبل نهاية الأسبوع القادم، ستعترف اوسانا بحبها لسينباي و معرفة هذا الشيء كانت سهلة بالنسبة لي، و بما ان اوسانا صديقة سينباي منذ الطفولة و تبقى مع في كل الأوقات فإن موافقته مضمونة"


فانصدمت من الخبر و قلت بصوت منخفض :" ماذا! هل هذا صحيح؟ ... و ماذا علي فعله الان، و هل ستساعدينني؟ "


" حسنا هناك خياران في حوزتك الاول هو ان تنسي كل ما حدث و تتركي سينباي لأوسانا و تبحثي عن سينباي اخر او ان تحاولي تفرقة سينباي عن أوسانا بأي طريقة حتى اذا ادى هذا الى نهايتها و عندما تنتهي حيتها سيبحث التلاميذ عن اجابات و لمن سياجؤون لي طبعا و ستزدهر جريدتي مجددا"


" ماذا هل تريدين ان تقولي انه يجب علي قتلها ام ماذا، لا! لا يجب ان يحدث هذا لقد رأيت نفسي و سنباي معا في الحلم و مصيرنا و قدرنا ان نكون معا مهما حدث "


"نعم.. ان الحياة قاسية و يجب علينا ان نقوم بمخاطرات و اختيارات صعبة أحيانا، و الان يجب ان تختاري اما مصلحتك أو مصلحة أوسانا، و اذا وافقت فسوف اساعدك بكل المعدات بمجرد احضار لي الادوات اللازمة و الان الخيار لك، سأذهب الان "


بعدها ذهبت و تركتني في حيرة من امري لم اكن اعرف ماذا افعل و لم يكن لدي الوقت كان لدي فقط أسبوع على الاقل ماذا افعل!


عدت إلى البيت محطمة لا اعرف ماذا يحدث لي يا إلهي ساعدني .....



*


عند عودتي إلى المنزل بعدما انتهيت من دوامي الدراسي، كنت متعبة جدا و لا أعرف ماذا افعل حيال ما حصل لي في الطريق مع سينباي و لماذا لم أوافق على مرافقته في الطريق إلى المدرسة يا إلهي كم انا غبية.


و حين رأيت تلك المغرورة المدعوة أوسانا على ما اعتقد تأنبه و تهينه ازددت غيظا و غضبا و كنت اريد فقط خنق تلك الغبية و إغلاق فمها اللعين و يا إلهي انتظروا حتى تعرفوا انها تدرس معي في نفس الصف تجلسي بجانب مكتبي، و تدعي أنها لطيفة و محبوبة.


كنت أدرس السنة الثانية بالصف الرابع، لقد كان صفنا مكونا من أربعين شخصا شخصا ثلاثة و عشرون بنتا و الباقي اولاد، لقد كان في مستوانا الدراسي عشرة صفوف قد تم تقسيمنا على أساس عدة عوامل مثلا حسب الأعمار و معدل الانتقال الى الثانوية كنت أدرس في الصف الرابع لم أكن بنتا مشاكسة أو ممتازة كنت فقط متوسطة ذات معدل حسن جدا قريب إلى الجيد.


يجب ان احذر من كل بنت في صفي لانه اذا طردت اوسانا قد تأتي فتاة أخرى و تحاول سرقة سينباي.


المهم و بعد مقابلة اينفو تشان تلك و ما أخبرتني من معلومات اصبحت شبه معتقدة انني سأخسر سينباي نهائيا، فبعد ان نظمت كل شيء و رتبت المنزل، و ساعدت امي في طهو العشاء.


ذهبت للفراش و انهيت كل دراستي بعدها أخذت ورقة و قلم و بدأت اضع خطة لطرد أوسانا في أقل من أسبوع.


كانت الخطة متكونة من مجموعة من الخطوات المعينة و تحتاج للدقة في انجازها و اي خطأ قد يؤدي إلى إفساد كل شيء.


الخطوة الأولى كانت مصادقة أوسانو كان علي في هذه الخطوة يجب علي ان احاول التقرب إلى إوسانا بكل الطرق الممكنة و كسب ثقتها و اظن ان هذا الامر سيكون سهلا.


في اليوم التالي نهضت صباحا من الفراش بعدها قمت بتجهيز نفسي و بعدها ذهبت للمدرسة مبكرا كي التقي بأوسانا مررت عمدا عن منزلها كي ألتقي بها.


و بالفعل خرجت من منزلها و ذهبت اليها قلت:" صباح الخير! الست اوسانا كوك مرحبا انا أيانو آيشي ادرس معك في نفس الصف هل يمكننا ان نذهب إلى للمدرسة معا".


رحبت بي و عرفنا عن أنفسنا أكثر، ثم ذهبنا و بدأنا بالتحدث عن أمور شخصية و تظاهرت اني مهتمة و فرحة بمصاحبتها لكنها لم تكن انني افعل هذا لأستغلها لمصلحتي و قد كنت أحس بالقذارة بجانبها.


و عند وصولنا لصف قلت لها:" مازال هناك بعض الوقت لبدأ الحصة، لنذهب لشراء شراب بارد. "


فوافقت و بدأنا بالتحدث في الطريق حتى كسبت كل ثقتها، ثم سألتها عن سينباي و بدأ تخبرني بمعلومات عنه و عن طفولتهما و عن أنها ستبوح له بمشاعرها الأسبوع القادم.


بدأت الحديث قائلة:" ما علاقتك به إني أراكما دائما معا؟ "


أجابت بنبرة غرام و حب :" إنه حبيبي تشارلن نحن أصدقاء منذ الطفولة و لكن...."


قلت بنبرة تعجب و فضول :" و لكن؟ و لكن ماذا؟ ".


قالت لي وهي تأمرني و تطلب مني:" لم نتفق مرة واحدة في حياتنا هو دائما غير ملتزم و ينسى كل شيء لكن صداقتنا و حبي الشديد له و لجماله الفاتن جعلني لا أتركه و سأعترف له بخبي تحت شجرة القرقب وراء المدرسة يوم الخميس مساءً و ارجو منكي الا تخبري احدا عما قلت و لا تخبري تشارلن و اجعليه سرا بيننا ".


غضبت غضبا شديدا من حديثها و لكن فعلت المطلوب، تابعت الحديث معها قليلا ثم بدأت الحصة.


إنتهى اليوم الدراسي و قد أتممت الخطوة الأولى، و كان الهدف من هذه الخطوة ان ابعد كل الشبهات عني عند التخلص منها لانه لن تتهم اعز صديقة لها منطقيا اذا تم الايقاع بها.


حسنا! لقد نجحت الخطوة الأولى من خطتي و كسبت احترامها و بعدها كنت جاهزة للانتقال للخطوة التالية من خطتي بدون تأخر.

.

.

.

يتبع



*

بعد نجاح خطوتي الأولى من خطتي الجهنمية كان علي الانتقال إلى الخطوة الثانية الا و هي افساد و تخريب العلاقة بين أوسانا و سينباي.


لم اكن اعلم كيف يجب علي فعل ذلك بدون إيذاء سنباي، ذهبت إلى أوسانا عند بدأ الاستراحة و قلت لها :"مرحبا أوسانا! هل نستطيع تناول الطعام معا؟ ".


"لا أستطيع لقد قمت بتجهيز طعام لي و لتشارلن آسفة أيانو"


في تلك اللحظة خفت ان تذهب إلى سينباي و تعترف بحبها له، فتركتها و ذهبت و أنا أعض ظفري غضبا.


لم يكن اغلب التلاميذ بالأكل في المطعم او المدعو بالكافيتيريا لأن حالتها الصحية و نظافتها لم تكن جيدة فيكتفون بجلب الطعام معهم.


أخرجت علبة طعامي و قلت لأوسانا:" تفضلي بعض الفطائر لقد أعددتها اليوم و لدي الكثير "


"لا شكرا لدي بالفعل. "


لم أستطيع قول شيء، قلت لها انني ذاهبة لانني عندي موعد مهم و بعد مغادرتي ذهبت راكضة إلى إينفو تشان لأطلب منها المساعدة.


عند و صولي دخلت، فقالت لي ضاحكة :" انظروا من عادت إلي، مرحبا بك"


" اريد منك مساعدة"


" لكن اريد منك شيء في المقابل..."


" و ما هو هذا الشيء؟ ".


"أنجزي لي واجب الرياضيات إنه طويل جدا و صعب"


شددت على قبضتي بقوة و لكن ماذا أفعل، فوافقت على ذلك، أنهيت واجب الرياضيات اللعين و أعطيته لها.


" اممم احسنت و الآن هاكِ هذا الدواء الذي يسبب الم المعدة، حطيه في أكل اوسانا و تشارلن ثم ستفسدين علاقتهما ".


تجمدت في مكاني و قلت بصوت منخفض:" و لكن كيف عرفت هذا و اوسانا أخبرتني انا فقط!؟ "


"لا تذعري فأنا إينفو تشان و معرفة هذا سهل جدا و الان اذهبي و، احضري تشارلن قبل ان تسرقه منك"


فجريت إلى الصف و بحثت عن حقيبة اوسانا، أخزجت منها علبة طعامها بحيث لا يراني أخد ثم وضعت السم في اكلها، كنت مستاءة لاني سؤوذي سينباي لكن لا خيار لدي، بعدها دخلت علي اوسانا و أنا ممسكة حقيبتها فقالت لي:" أيانو؟ ماذا تفعلين بحقيبتي؟ "


تجمدت و تلبكت و بلعت ريقي و قلت لها :"امممم كن سأحضر علبة الطعام لكي لان الوقت تأخر و سينباي، اقصد حبيبك سيعود للقسم بعدما يرن الجرس"


جاءت إلي و أنا خائفة ظننت أن أمري كشف لكنها إبتسمت و عانقتي و قالت:" شكرا لكي اعلم انكي افضل صديقة وفية!"


بعدها أخذت الحقيبة و ركضت لسينباي و تبعتها إلى السطح، كان هناك ينتظرها فرأيتها تجلس بجنبه و تقول :" تذوق هذا لقد حضرته خصيصا لك"


قال سينباي ضاحكا:" حسنا.. شكرا!"


تناول لقمة بعدها بسقها و شرب الماء ثم قال:" ماهذا يا إلهي! "


نظرت إليه أوسانا بتفاجؤ، بعدها وضع يده في معدته و قال:" يا إلهي ما هذا، علي الذهاب"


ذهب ركضا إلى مكتب الدكتورة و ترك اوسانا تبكي، نظرت للطعان و قالت:" ليس بهذا السوء"


اخذت لقمة ثم تفاجأت من الطعم و وضعت يدها على معدتها و الأخرى على فمها، فتبعت سينباي هي الأخرى .


و انا انظر من بعيد و انا اضحك بهيستيريا، قلت ان خطتي في طريق النجاح و علي الذهاب إلى خطوتي الثالثة.


بعدما و صل سينباي و أوسانا إلى الممرضة و هما في حالة يرثى لها عالجت اولا اوسانا و طلبت من سينباي الجلوس على السرير.


ثم اعطت لأوسانا بعض الأدوية و طلبت منها العودة للمنزل إذا لم تكن تشعر بتحسن، لم تستطع أوسانا النظر إلى وجه سينباي فذهبت إلى الصف بسرعة، و بقيت تلك الممرضة مع سينباي هناك .


و انا انظر من بعيد اخذت تلك الساقطة تفحص جسم سينباي تحت قميصه، و هي تلامس بيدها اللعينة جسمه الجميل و هي تستغل كونها طبيبة و تدعي أنها فحوصات ، مع ان هذا شيء متوقع من اي بنت اتجاه سينباي الا انني يجب ان احميه و ابعده من اي شخص اعجب به.


كنت انظر في غضب، عندما ذهبت الممرضة لإحضار الحقنة و في طريقها إلى سينباي تظاهرت بأنها تعثرت فقام سينباي إليها ليطمأن عليها، فضحكت في وجهه و حاولت قبلت شفتاه، عندها قال سينباي بتوتر:" ابتعدي عني! عذرا... لقد تحسنت شكرا!".


ثم ذهب و الممرضة تصرخ و هي تمد يدها في إتجاهه:" لااااا عد.... عد.... عد..."


و بعدها عقدت العزم على الانتقام من تلك العاهرة لكي تتعلم الدرس، سألت إينفو تشان عنها فعرفت ان دوامها ينتهي على العاشرة ليلا و كان هذا كافيا لأقوم بإخراج خطة جهنمية اخرى.


بدأت أضحك بهيستيريا و أقول :"سوف تتذوق طعم الجحيم ستعرف من هي أيانو و ما هو جزاء العبث معها!"

.

.



.



*

أريد أن أحكي لكم هذه الحادثة التي وقعت معي في طفولتي كجزء فرعي من قصتي لكن هذه الحادثة كان لها تأثير كبير في حياتي كفتاة يانديري حسنا لنبدأ.


لم أجد أي اسم يناسب هذه الحادثة الا انني اردت ان اسميها درس الطفولة لان هذه الحادثة او هذا الدرس ساعدني كثير في حياتي و سيساعدني بالمستقبل.


بدأ كل هذا عندما كنت فتاة صغيرة بعمر التاسعة لم أكن كالأطفال بعمري لأن عقلي كان يستوعب كل الأشياء و لو أدقها.


في ليلة شتوية باردة و قطرات مطر تتساقط، كنت مع أمي في مطبخ المنزل أعد العشاء معها فكلفتني بإعداد السلطة و في وسط انهماكي بتقطيع الطماطم لم ألاحظ اني جرحت ابهامي.


لكن لا مشكلة لم يكن جرحا عميقا لقد تساقطت قطرات دم معدودة على المائدة، و لاحظتها امي فذهبت و غسلت يدي بالصابون و الماء و احظرت منديلا و بخاخ رائحة و نطفت الدماء.


فرأيت أمي تنظر لي و تريد قول شيء لي فتكتمت الامر و بدأت انا بتجهيز المائدة بعدها سمعت أمي تقول:" أوتش مؤلم! ."


فذهبت إليها لأرى ما حدث، فنظرت إليها فلاحظت دم ينزف من اصبعها و قالت لي :"اه يا عزيزتي أنظري إلى أمك الخرقاء أصابت نفسها عندما كانت تقطع البطاطا، هل يمكنك تنظيف لوحة التقطيع بينما أضمد جرحي؟"


أومئت رأسي لها و ذهبت لتنظيفها و بينما تضمد أمي جرحها ذهبت إليها و احضرت لوحة التقطيع و أريتها إياها و قالت :"واو عزيزتي احسنت لكنك ستتفاجئين حين اخبرك ان الدم لازال موجودا"

استغربت و قلت:" كيف هذا و اللوحة تلمع كأنها جديدة؟"


فقالت امي:" تعالي اريكي شيئا"


ذهبت و احضرت نوعا من البخاخ من الدرج و قالت:" لي تعالي حلوتي، هل ترين هذا أنه يدعى بالمنيول و سأريك ماذا يفعل "


رشت بعضه على لوحة التقطيع و مسحته بعدها احضرت مصباحا من الدرج و قالت:" عزيزتي هذا يدعى بالضوء الاسود أو ضوء الشمس و سأطفأ الأنوار و عندما اقربه من اللوحة سترين ماذا يحدث"


قربت الضوء من اللوحة فرأيت بقعا غريبة، نظرت إلى أمي و قالت: "أرأيتِ، بقع الدم لازالت واضحة لكن اخفائها ليس صعبا."


أحضرت زجاجة و قالت:" هل ترين هذا انه يسمى بيكروسيد الهيدروجين و سأرش بعض منه على اللوحة و اطفأ الانارة و اقرب منه ضوء الشمس، هل ترين ماذا يحدث لقد اختفت بقع الدم اليس هذا رائعا عزيزتي!"


نظرت إليها ثم أكملت:" و الان عرفت الطريقة الصحيحة لإخفاء الدم كليا و أتمني ان يفيدكي هذا الدرس يوما و الان تعالي لنحضر مائدة الطعام قبل مجيء والدك."

.

.

.


انتهى



*

صادف أنه في نفس الأسبوع الذي ستعترف اوسانا بحبها لسينباي انه سيون عيد الهالوين يوم الثلاثاء.




كان عيد الهالوين من أفضل الأعياد لي، بينما كان الأطفال الآخرون يتنكرون بأزياء تقليدية كالزومبي و المومياء، كنت أنا أقوم بأذية نفسي و جرح يداي بالسكين ليتناثر الدم على ملابسي و أدعي أنه مجرد زي تنكري، و كنت أشق جدا رائحة الدم و طعمه اللذيذ.


المهم في هذا الهالوين بمدرستي كان كل الأولاد و البنات يخططون لإرتداء الملابس التنكرية المخيفة من الساحرات و الاقزام و أشياء اخرى و إقامة حفلة ليلية، لكني رفضت الدعوة متحججة بمرض أمي، و لكن شيء آخر كان سيحدث تلك الليلة.


بعد خروج كل الطلاب و الطالبات من الصف و عودتهم إلى المنزل بقيت انا و أخذت دور إحدى الطالبات في تنظيف القسم، فبقيت لوقت متأخر مختبأة، و لم يتبقى إلا انا و الممرضة و ذاك الحارس للبوابة الخارجية للمدرسة.


لم يكن يشكل لي خطرا لانه كان بعيدا عن الصف و يستغرق على الأقل خمسة دقائق ليصل إلى الأقسام، كانت ليلة ماطرة لذلك إضطر للخروج باكرا.


و في هذه الاثناء كانت الممرضة انهت عملها و في طريقها إلى الخارج، فجهزت نفسي و لبست كمامة لكي لا تعرفني و قفازات لكي لا يكتشفوا أمري و احضرت معي أدوات عديدة في حقيبتي.


و الان سأهجم على فريستي و هي في الممر بجانب صفي قمت بفتح الباب الذي كان في آخر القاعة، أمسكت بها بحبل من رقبتها لكي أخنقها أو تفقد الوعي، لكنها قاومت و هربت بسرعة البصر و بدت على وجهها ملامح الذعر فأكملت طريقها بخوف نحو الباب الذي وجدته مغلقا فقررت الذهاب للباب الخلفي.


و انا اسرع بين الابواب وراءها بدأت تجري ثم تعثرت و سقطت منها حقيبتها و مقتنياتها بدأت تجمعها بسرعة إلى ان اتيت وراءها و امسكت رقبها، حاولت المقاومة لكني حقنتها بحقنة مخدر لتغيب عن الوعي.


و بعدها نهضت الممرضة لتجد نفسها جالسة فوق كرسي في عيادتها، مكبلة من يديها و ارجلها و فمها، حاولت الصراخ لكن لن تستطيع فصوتها لا يسمع.


نظرت أمامها لتعرف ماذا حدث، فرأت بقع دم في ملابسها، أذرعها و أرجلها، نظرت لقدماها لترى جميع أظافرها منزوعة و موضوعة في الأرض، توسعت عيناها من الصدمة و بدأت في الصراخ ثانية.


حتى خرجت إليها و تظاهرت بالذعر، كانت مطمئنة لأن المساعدة و صلت، أبعدت القماشة من فمها و قلت لها بخوف :"يا إلهي ماذا حدث!"


"لقد أمسكني شخص، لقد كان ذا كمامة و حاول خنقي بالحبل، أفلت منه و حاولت الهرب لكني تعثرت ثم أغمى علي و لا اتذكر مالذي حدث، أرجوك نادي على الحارس! و فكي قيدي"


نظرت إليها بنظرة جنون و إبتسامة ماكرة تشق وجهي، نظرت إلي بذعر و قالت :"ماذا تفعلين! يمكنه العودة في أي وقت! أسرعي و أطلبي النجدة و فكي قيدي ماذا تنتظرين! "


أخرجت الكمامة من جيبي لألبسها و الصدمة بادية على وجهها لأنها إكتشفت أنها أنا، أحضرت مقصا من فوق الطاولة بجانبي، توجهت إليها بعدما نزعت الكمامة و وضعت المقص في وجهها.


صرخت بذعر:" ماذا تفعلين! أرجوك اتركيني لم أفعل شيئا خاطئا لماذا"


جرحت خدها بالمقص ثم لعت الدم الخارج، قلتها لها :"في حياتك القادمة لا تحاولي العبث مع عشيق أي بنت. "


"حياتي القادمة... ماذا تعنين! "


أدخلت المقص داخل عينها و هي تصرخ من الألم الفظيع، كررت العملية و أنا مستمتعة فإكتفيت منها و ذبحت شرايينها لتغط في نوم عميق.


شبكت أصابع يدلي و قلت لها :"لترقدي بسلام و لعل هذا سيكفر عن خطاياك"

ثم علقتها و في حبل لتبدوا و كأنها حادثة إنتحار، بعدها نظفت نفسي و بدلت ملابسي و اخفيت كل شيء و استخدمت ذاك الاكسيد الذي تحدثت عنه لإخفاء الدماء عني و عدت بعدها للمنزل و أنا أتعطش لدم ضحيتي التالية .


صباح التالي جاءت سيارة إسعاف للمدرسة و تم إغلاقها من طرف الشرطة لتباشر في التحقيق، كان يوم عطلة فقررت أنا و إينفو تشان أن نخرج لتناول المثلجات.


إشترينا المثلجات ثم بدأنا نتحدث في طريق العودة.


"إذا أيانو أنا مدينك لك بواحدة، لقد قتلت الطبيبة فعلا و ستزدهر جريدتي إثر هذه الحادثة، لكن ألا تظنين أمك بالغت في الأمر"


"ماذا تعنين؟ "


"أقصد أن عشرات الفتيات يفعلن هذا مع سينباي، و هذه كانت واحدة منهن"


"إذن سأقتلهن جميعا، فهذه ليست أول ضحية لي، و سأقتلك أيضا إينفو تشان إذا تفوهت بكلمة، سألاحقك حتى لو كنت في آخر بقاع العالم"


" أنت تمزحين.. صحيح؟ "


" لا أعلم، ماذا تظنين إينفو تشان؟ أوه لقد وصلنا، وداعا إينفو تشان أراكي غدا! "


" نعم... غدا... يا إلهي هذه البنت مجنونة يجب أن أحذر منها، لكنها ممتعة في نفس الوقت. "



*

أردت أن أطلعكم قبل أن أكمل القصة ببعض قوانين مدرستنا المدعوة باسم ثانوية اوراق القيقب، تحديدا في طوكيو باليابان و هذه القوانين و المبادئ المذكورة سنكمل على أساسها القصة و لكي لا يكون هناك اي تشويش او غرابة في أحداث القصة و الان لنبدأ.


اولا قوانين و مباديء الطرد:


لكي يتم طرد التلميذ او الطالب او حتى العامل يجب ان يحصل على انذارات و يمكن الحصول عليها بعدة طرق و بأبسط الأخطاء.


١_اذا تم التبليغ عن طالب او طالبة من قبل شخصين او اكثر فهو يحصل على انذار.


٢_اذا قام الطالب بأي عملية شغب كالتعدي او السرقة او شيء من هذا الكلام فإنه يحصل على انذار.


٣_اذا قام الطالب بالغياب ٥ مرات بالفصل الواحد بدون تبرير قوي او حجة مقنعة فإنه يطرد فورا بلا انذارات لباقي الفصل.


ملاحظات:


و اذا حصل على شهادة طبية او كان على سفر او قدم طلبا مسبقا من المدير يتم الموافقة عليه فستتمدد مدة الغياب حسب طلبه مثلا اذا قال انه سيغيب مدة اسبوع و تخطت مدة غيابه الوقت المحدد فإنه يطرد او يعود في الفصل الدراسي الجديد.


و اذا حصل الطالب على ثلاثة انذارات فإنه يطرد إلى مدرسة أخرى.


و لكن الطرد ثلاثة انواع و هي:


١_الطرد العادي كأن يطرد لبقية اليوم و يعود غدا مع تقديم إعتذار مكتوب.


٢_الطرد المؤقت بأن يطرد لمدة محددة مثل اسبوع و ثم يعود مع إعتذار مكتوب.


٣_الطرد الحتمي و هو الطرد من المدرسة التي يرتادها و لكن يمكنه تغيير المدرسة مع ملفه السابق.


٣_الطرد المؤبد بأن يطرد كليا و لا يرتاد اي مدرسة أخرى و هذا يحدث في ثلاثة حالات و هي:


الأولى بأن يوقف الدراسة رغبة منه و لا يرتادها مجددا.


الثانية بأن يطرد من قبل المدير بواسطة ثلاثة انذارات في الفصل.


الثالثة في حالة اصابته بأمراض خطيرة معدية لا يمكن معالجتها خوفا من ان ينتقل المرض لزملائه يتم طرده.


و ملاحظة يتم تكفير كل الانذارات و حذفها و تجديدها كل فصل دراسي جديد .


و هذه كانت القوانين التي سنعتمد عليها بقية القصة اتمنى انكم فهمتم.



*

قمت بإنهاء حسابي مع تلك الممرضة اللعينة جاء دور أوسانا الآن، بعد أيام من الحادثة عدنا للدراسة و قد إزدهرت صحيفة إينفو تشان و الكل يتحزث حول الحادثة.


توالت الحصص و الدروس و أوراق شجرة الساكورا تتساقط و تأخذها رياح الخريف الجميلة و ها قد جاء اليوم الموعود نعم انه يوم الخميس.


بدأ يومي بخروجي من المنزل، تركت أمي مع صديقتها التي جاءت الليلة السابقة لتطمئن عليها و تبقى معها خلال مرضها.


بينما أنا أخرج و أضع قدماي على سجادة المنزل الخارجية، اذ بعيناي يرمقان ظهر سنباي احمر وجهي و بقيت انظر اليه و هو ينتظر في محطة الحافلات و انا اغوص في احلامي و اوهامي، فإذ بأوسانا تلوح بيديها على وجهي و تقول هاي مرحبا هل من تغطية هنا.....


نفذ صبرها فصرخت باسمي :"أيانو...!"


كان كصوت الصقر عندما يطلق صرخته، فأيظتني من أوهامي لتقول لي:" لقد تأخرنا و قد ذهبت الحافلة، يا إلهي هل مازلت نائمة! "


قلت في نفسي :"جيد! الآن سنتأخر أنا و أوسانا ثم نطرد، و لن تكشف حبها لسينباي"


بينما كنت احتفل بنصري رفعت رأسي و لم اجد أوسانا، لففت وجهي و اذ انا اجدها بجانب سيارة بيضاء تقول لي :" تعالي يا حمقاء سأوصلك معي إلى المدرسة."


قلت في نفسي:" اوه تبا! "


ذهبت لسياراتها و انا اشتعل غضبا و أنا أخفي غضبي وراء إبتسامة عريضة، تظاهرت بالإعجاب و قلت :"مذهل أوسانا، لمن هذه السيارة؟ "


"إنها إحدى سيارات والدي، هيا إركبي سأعرفك به"


ذهبت اجلس في المقعد الخلفي بينما جلست أوسانا في بجانبي اللعنة!


جلست بجانبي و بدأت الحديث بالتعريف عني لابيها :" أبي هذه ايانو زميلتي في الصف و من أعز صديقاتي، أيانو هذا أبي سيد جيمسون كوك يمكنك مناداته بجيمس كاختصار"


" تشرفت بمعرفتك سيد كوك "


" و انا أيضا، ناديني سيد جيمس" أجابني.



و بينما نحن في الطريق حدثتني اوسانا عن ابيها الألماني الجنسية الذي ولد من أم يابانية، و عن شركته للسيارات اليابانية، و كيف تعرف على أمها اليابانية و تزوجها.


تبادر في ذهني سؤال فقلت :" بصراحة سيدي لديك نفوذ كبير و اموال كثيرة، لماذا مازلت في طوكيو و لم تعد إلى ألمانيا؟"


"و من قال ان طوكيو مدينة ليست جميلة فعلى الاقل أم زوجتي و جدة اوسانا و خالاتها يسكن هنا، من الاحسن عيش حياة بسيطة جميلة بدلا من حياة معقدة في بلد أجنبي، فلقد تعودت على اليابان"


و بقي هكذا يتكلم لساعة حتى نظرت اوسانا في عيني و همست بينما هو يتكلم :" لماذا سألته ان ابي يحب المحاضرات و اعطاء الدروس في الحياة"


" و ما ادراني انا انه والدك لا انا "


كان حديثا مملا، أردت أن أخرج سكينا و أطعن به أوسانا و أباها، مر الوقت حتى وصلنا و نزلنا من السيارة فرأيت ان أوسانا نسيت هاتفها فأخذته على خلصة و تبعتها و ذهبنا للصف، وجدنا الجميع غير جالس و لا يوجد أستاذ.


" ماذا حدث؟ "


اجابتني إحدى الطالبات:" ان الاستاذ لم يحضر لن ندرس طوال الساعتين القادمتين"


و قد قلت في نفسي:"جيد الحظ في صفي الآن!"


سألتني أوسانا إذا أردت أن ارافقها للمكتبة، فتحججت و قلت اني ذاهبة لأقابل شخصا اريد التحدث معه، تقبلت الأمر رذهبت و معي هاتفها و انا اتشوق ان ابدأ الخطوة الثالثة و الأخيرة.

.

.

.

يتبع...



*

ذهبت لألتقط صورا إباحية للفتيات، نعم إنها الخطوة الثالثة من خطتي يجب علي أن أقوم بإلصاق فضيحة كبيرة بأوسانا.


فتحت هاتف أوسانا فوجدت كلمة سر، يا إلهي مذا أفعل! قمت بإدخال إسمها، تاريخ ميلادها، إسم والدها... لكن بلا جدوى، بقيت محاولة واحدة و إلا سيغلق الهاتف، فكرت و فكرت في ما تكون كلمة السر هاته، حتى جاءت فكرة على ذهني ترددت فيها قليلا لكني إستجمعت طاقتي و كتبت كلمة السر، "تـ... شـ... ـا... ر... لـ... ن"، كلمة السر صحيحة! يا إلهي لكنها إسم سينباي!


إشتظت غضبا و كدت أكسر الهاتف، تمالكت نفسي و عدت لخطتي، دخلت الحمام و إلتقطت صورا لهاته و تلك، حتى انتهيت فذهبت لمكتب أحد المشرفات و قلت لها مرحبا:" لقد وجدت هاتف إحدى الطالبات و اريد تسليمه"


" حسنا شكرا لك، ضعيه في صندوق المفقودات و ستأتي صاحبته لتأخذه"


"حسنا و لكن..... أنا أعرف صاحبته"


"اذا خذيه لها ستسهلين الأمر أكثر"


"لكن المشكلة ليست في هذا بل فيما يوجد بالهاتف إنظري فقط لم اتوقع هذا منها"


فأريتها الصور الاباحية و قالت" يا الهي ما هده الفضيحة! صاحبها يجب طرده، قول لي ما اسم هذه البنت؟ "


" اوسانا كوك من الصف الرابع"


" ناديها فورا من فضلك!"


" اجل سأناديها و لكن لا تخبريها بأني انا من وشيت بها لأننا صديقتان."


اومأت لي برأسها و ذهبت و أنا أضحك ضحكة جانبية، عند وصولي إلى الصف قابلت اوسانا فقالت لي :" أيانو هل رأيت هاتفي فقدته منذ الصباح، سألت كل احد عنه و بحثت في كامل الصف و لم أجده


"لماذا لا تبحثين في صندوق المفقودات عند المشرفة، و بالمناسبة لقد اخبرتني بأن أناديك ربما وجد احد هاتفك"


" حسنا سأذهب "


بعدها ضحكت في نفسي و قلت:" لا اطيق صبرا كي اراها تبكي ثم ترحل لم اعد اتحمل هذه التمثيلية"



*

منذ رحيل اوسانا و انا انتظرها ان تأتي إلى هنا و بعينها دموع تذرف و هي تقول:" لقد تم طردي".


لكن كان هناك شيء يشغل انتباهي و هو سينباي نعم كان يمكنني رؤيته من النافذة في صفنا كان يجلس عتد النافورة يتناول الطعام، كان الوقت يمر و فرغ كل الصف و انا انتظر و أنتظر .


بعدها ذهبت للغداء، ستنتهي الاستراحك، الكل ذهب إلى الكافيتيريا المقرفة تلك رأيت بعض بنات صفنا يذهبن لكني كنت مرغمة ان انخرط بينهن لكي لا ابدو غريبة فذهبت القيت عليهن التحية و ذهبت معهن.


و في هذه الاثناء في مكتب المشرفة:


تصل ايانو المكتب و تتبادل هي و المشرفة التحية بكل تشاؤم تبدأ اوسانا الحديث قائلة:" ماذا تحتاجين يا أيتها المشرفة"


"لقد وجدنا شيئا يخصك في المدرسة و هو هاتفك"


"الحمدلله انه لم يضع هل يمكنني اخذه الان لأنني لا املك حصصا أخرى اليوم."


"يالك من فتاة جريئة تتحدثين كأن شيئا لم يحدث و بعد كل ما كنت تفعلينه! "


تستغرب اوسانا و تقول:" انا.... انا لا افهمك ماذا فعلت بالتحديد؟ "


" حسنا انت لا تريدين الاعتراف حسنا هل يمكننا رؤية بعض من الصور هاتفك "


" لا مشكلة اذا كنت ستعيدينه لي. "


و بينما تتفحص اوسانا و المشرفة تلك الصور الاباحية للبنات التي قمت انا بالتقاطها عمدا، و المشرفة تشتعل غضباً و أوسانا مندهشة تماماً، كنت في الصف أنتظر بفارغ الصبر عودتها لأراها و هي تبكي و تصبح مثيرة للشفقة.


و بعدما تفحصتا الصور تعجبت اوسانا و قالت في دهشة و خوف:" انا اقسم لكي اني لم اقم بذلك لابد ان شخصا سرق هاتفي و حاول توريطي تعلمين اني لن اقبل على فعل شيء كهذا اليس كذلك!"


"و هل لديك دليل يا حضرتك"


"للأسف لا، لا أملك لكني يمكنني اثبات ذلك! امهيليني بعض الوقت أرجوك!"


" و لكن احتمال ان يكون من سرق هاتفك هو الفاعل مرجح، لكننا لا نعلم بعد و لا يمكننا نفي انك الفاعلة و لذلك سيتم طردك مؤقتا يا أوسانا."


تجيب اوسانا و الدموع تنزل من اعينها :" لكني قلت اني لم افعل ذلك الا تفهمين "..


" لم اقل انك مطرودة لانك الفاعلة سيتم طردك لكي تنتبهي لاغراضك اكثر بالمرة القادمة و الان يمكنك العودة للمنزل بما انك لا تملكين حصصا اليوم هيا اذهبي و اعذريني."


تخرج اوسانا آخذة اغراضها و تذهب للبيت و لكننها مرت علينا انا و الفتيات و لمحتها، كانت في حالة ميؤوس منها، ذهبنا اليه لنسأل عن حالها و اجابتنا و هي تحاول كبت دموعها:" لا بأس لا يوجد شيء لقد تم طردي مؤقتا بسبب سوء فهم "


و سألناها اذا كانت تريد انتظارنا حتى نعود معها لكي نواسيها و لكنها اصرت على العودة بمفردها و رحلت تمضي في طريقها الحزين، و انا اضحك في داخلي.


من الفرحة جلست انهي طعامي و ذهب الكل و بقيت انا كالعادة و نظفت المكان و شعرت اني مراقبة و لكني تجاهلت الامر و جمعت ادواتي و مضيت للخارج.


فالتقيت بشخص ما يربت على كتفي و يسألني :"اهلا يبدو اننا سنذهب في نفس الطريق هل يمكنني حمل بعض من ادواتك و مرافقتك"


بدأت انظر اليه في تمعن و كأني اعرفه لكني تجاهلت الامر و قلت له:" لا شكرا افضل الذهاب بمفردي"


و مضيت في دربي و تركته خلفي ينظر لي .


قال الولد بينما رحلت أيانو و هو ينظر إلى ظهرها :" يا إلهي من هذه الفتاة أصبحت أجمل! لم تتذكرني لكن لا بأس سأجعلها تتذكرني ثم أجعلها ملكي"


و لكن بقيت افكر من هذا الشخص محاولة تذكر أين رأيته من قبل، و هل فعلا توجد رابطة بيني و بينه؟


.

.

.

يتبع.....

*


أوسانا كوك، البنت التي لديها كل ما تريد لديها الجمال، المال، النفوذ و كذا و كذا...

أبوها ألماني الجنسية صاحب شركة سيارات يابانية... و أمها إبنة رجل أعمال مشهور...


تقضي العطل و الإجازات في منزل أبيها بألمانيا، و عندما تذهب للمدرسة تأتي في إحدى سيارات أبيها مع سائق خاص...


تلك القصة التي يعتقدها الناس عني لكن هم لا يعلمون أن لكل هذا الترف قرف يقابله...


لن أنكر أنه كان لدي كل شيء و أني عشت في افخم المنازل لكني افتقرت إلى المتعة في حياتي....


و الأن يا أصحاب سأروي لكم حياتي المؤلمة كي تعلموا أن كل شيء جيد يرافقه شيء سيء...


كان أبي لا يبقى في المنزل و يزورنا بشكل أسبوعي في العطل و أحيانا يزورنا كل شهر، و بالنسبة لأمي فكانت تبقى معي في المنزل نلعب و نمرح....


"أمي هل نلعب الغميضة؟ "


"حسنا كما تريدين ابنتي.. "


"أمي اقرئي لي هذه القصة! "


"نعم بالطبع يا ابنتي...."


كان لدي كل ما ابتغيت حتى حدث ما حدث... كان ذلك عندما كنت في الرابعة من عمري....


بعدما اصيبت أمي بسرطان على مستوى الرحم و قد شخص الأطباء أنه لا أمل لها في الولادة من جديد اذا تم شفاؤها...


حزن والدي من هذا الامر فهو حلم بامتلاك ولد كي يرث عنه اسم شركته و لكن الاسوء من ذلك أن خطورة سرطان أمي قد جعلتها تقوم بعدة عمليات في مختلف البلدان...


فرنسا، أمريكا ، و ألمانيا كل هذه البلدان سافرت امي لهذه البلدان من أجل ايجاد حل لمشكلة الولادة و لكن ما باليد حيلة و بهذا استسلم أبي للوضع و قرر تأكيد طلب نزع السرطان بالمواد الكييائيك، و لكن كثرة السفر أثرت بجسد أمي الضعيف مما جعلها تبقى في الفراش لمدة طويلة حتى أن الاثار الجانبية للمرض مثل التشنجات و الصداع المفاجئ لازالت حتى الآن.


و في وسط كل هذه الفوضة تركت في رعاية المربية و اصبح والدي يزورانني مرة كل شهر او يتصلان احيانا... كنت غير متقبلة للوضع و اصبحت مشاغبة اتذكر ذلك اليوم في السادسة من عمري عندما زارني ابي و كانت أمي في الكرسي المتحرك... اتيا ليتفقدا وضعي في المدرسة الابتدائية و في المنزل....



بدأ كل هذا عندما عاد والداي من رحلة سفر من فرنسا عندما كان لأبي صفقة بيع و أمي ذهبت معه بحثا عن علاج لحالتها و لكنها لم تجد حلا...


عندما دخل والداي فرحت كثيرا لأني لم أراهما منذ مدة فعانقت والدي و قبلت امي، كانت معهما امرأة ، يبدو أنها طبيبة أمي.


بعدها ذهب والدي لغرفتهما مع الطبيبة و انا جلست انتظرهما و قد كان موعد الغداء قد حان فجاءت المربية و قالت: "أوسانا الصغيرة لماذا تمسكين صحن الطعام و انت جالسة هنا؟ تعالي لتتناولي طعامك"


"لا اريد ان تطعمني أمي..."


"السيدة متعبة و لن تستطيع اطعامك تعالي إلى هنا..."


فشدتني من معصمي و اخذتني و بدأت بالصراخ حتى خرج والداي فقال أبي:" مالذي يحدث..."


فأجبته: "اريد ان تطعمني أمي!"


فهز رأسه رافضا و بدأت بالصراخ اكثر و الخادمة تقول:" تعالي معي! "


فخرجت امي من الغرفة مع الطبيبة و هي تمشي بصعوبة فقالت:" ماذا يحدث؟! "


فقمت برمي الصحن و الجري نحوها، الا ان الصحن اصاب رجل المربية و بدأت بالنزيف، قلت في نفسي:" يا إلهي ماذا فعلت! "


جرحت رجلها و بدأت بقول انها اكتفت مني و من تربيتي و انني اكثر بنت مشاغبة ربتها.


فقال لها ابي محاولا تهدئتها: "لا تقلقي سأقوم بتحمل تكاليف العلاج"


فأجابته المربية: "لا أريد تعويضا هذه ليست المرة الأولى التي تقوم بإيذائي فيها اكتفيت سوف استقيل. "


فقال أبي:" انتظري سأدفع لكي أكثر"


فردت عليه:" فلتذهب انت و نقودك إلى الجحيم! "


ثم رمت بذلة التنظيف أرضا و رحلت، غضب أبي جدا و قال صارخا:" لقد اكتفيت من كل هذا إنها المربية الرابعة التي نستأجرها، لماذا لا تكونين مهذبة! "


فذهبت إلى أمي خائفة و أجابته و هي تمسك يدي:" لا تقلق جيمس سنجد مربية أفضل و انت يا أوسانا عديني أن تكوني فتاة مهذبة من اليوم، احم... احم..."


رأيت امي تسعل دما فقلت: "امي ماذا بك؟ "


" لا شيء احم.. احم... "


فأتت طبيبتها و هي تقول لأبي:" سيد جيمس أعطها هذا الدواء بسرعة لقد نزف جرحها الداخلي من جديد..."


فقال أبي:" كيسامي أسرعي... اشربي هذا الدواء! "


" لا داعي انه مجرد تسرب خفيف احم.... احم..."


"يا إلهي لقد أغمي عليها" قالت الطبيبة.


فقال أبي:" اسرعي فلتأخذي اوسانا لغرفتها سأخذها للمشفى.. "


" حسنا تعالي صغيرتي اوسانا."


فقلت في نفسي بصدمة :" أمي.... هل ستكون بخير.... هل تصرفاتي كانت السبب لهذا... يا إلهي فلتحمي أمي و سأكون فتاة مهذبة بدأ من اليوم...."


و بعد الفحوصات الطبية و العمليات صرح الطبيب:" لقد كان نزيفا داخليا حدث على مستوى شرايين الرئتين كانت يمكن ان تختنق اذا تأخرتم لمدة أطول"


و منذ ذلك اليوم أصبحت مطيعة و أقضي معظم الوقت في غرفتي و أرسلني والداي للعيش مع جدتي في طوكيو لكي ترتاح أمي.


و في ظل كل هذا الألم و المعاناة و جدت شخصا واحدا استطيع ان ابتسم معه و اضحك دون إخفاء مشاعري أو التظاهر نعم إنه أعز صديق لي.... لقد تعرفت على تشارلن



**

بعد حوالي أسبوعين من إنتقالي إلى منزل جدتي، تمت كل التخطيطات لدخولي إلى مدرسة طوكيو الإبتدائية ، لم تكن لدي مشكلة في الدراسة في مدرسة جديدة فأنا كنت أحب تكوين الصداقات.


مر شهر و قد إعتدت الإقامة مع جدتي، لقد كونت صداقات جديدة و أصبح لدي صديقات كثيرات مثل ديغروف و تشايندا و أماندا، كنّ الأقرب بالنسبة إلي و كن أكثر من صديقات لي بل أخوات.


كان كل شيء على مايرام، كنت سعيدة أو أنني كنت أتظاهر بذلك، نعم خلف تلك الإبتسامة كانت هناك شلالات دموع مكبوتة تنتظر تدفقها، صحيح أنه كان لدي صديقات عوضن مكان والدي و كن يقفن معي في السراء و الضراء لكن كان هناك دائما فراغ في داخلي، ينتظر ذلك الشخص الذي يأتي و يفرغ فيه حبه و حنانه ليمتلأ و يصبح كاملا، و لقد بقيت أنتظر ذلك الشخص، إلى أن...


بعد أعوام من إنتقالي إلى طوكيو ، كنت جالسة في الصف مع ديغروف و تشايندا، لقد كنت آنذاك في الثانية عشر و قد كنت بعامي الأول في الاعدادية، كنا نتحدث بينما نتناول الفطور.


تشايندا: "إسمعن هل سمعتن حول الطالب المتنقل الجديد الذي جاء منذ أسبوع؟ يوجد الكثير من الإشاعات تقول أنه جميل جدا! و قد تقدمت إليه ثلاث فتيات منذ قدومه. "


نعم تشايندا كثيرة الكلام و واشية كبيرة أيضا و على إطلاع بكل شيء يحدث في العالم.


ديغروف: "لقد سمعت أنه في السنة الثانية. "


قلت :"إذا هو يكبرنا بعام واحد، و لكن هل هو جذاب لهذه الدرجة؟ "


تشايندا :"بالطبع! لقد سمعت أنه إنضم إلى نادي كرة القدم، لنذهب لنراه! جميع الفتيات يذهبن ليشجعنه، حتى أنهم سيؤسسون نادي لمعجباته! "


أومأت لها برأسي فليس لدي شيء أفعله، و هذه طريقة جيدة لقتل الوقت، من يعلم قد يراني أحدهم و يتقدم لي.


بعد نهاية الدوام، ذهبتت مع صديقتايّ لنشاهد ذلك الفتى الجديد، أخبرتني تشايندا أن إسمه تشارلن، وصلنا لنادي كرة القدم، كان هناك الكثير من الفتيات، فوقفت أشاهد المباراة.


لم أعرف أيهم كان هو، حتى بدأت الفتيات يصرخن بإسم تشارلن عندما سجل أحد الطلاب هدفا، و من ثم إستدار لهن و لوح بيده و هو يبتسم، صحيح إنه جذاب.


توقفت فجأة و توترت عندما نظر إلي بعينينه، "يا إلهي إنه ينظر لي، لا! لابد أنها فتاة أخرى ".


لكنه عاد بسرعة إلى جو المباراة عندما عادت الكرة لوسط الملعب، بقيت أفكر و وجنتاي محمرتان، قلت لديغروف و تشايندا أنني سأذهب للحمام، لكن تشايندا أخبرتني أن المباراة ستنتهي، و أضافت ديغروف أنها ستنتظراني لكني رفضت و قلت أنه لا داعي.


ذهبت إلى الحمام و غسلت وجهي، كان بعيدا قليلا، نظرت من النافذة في طريقي و قد إنتهت المباراة و كل عائد، لقد تلبدت السماء لابد أنها ستمطر يجب أن أسرع.


وصلت إلى الحمام، وضعت حقيبتي أرضا ثم بدأت أنظر في المرآة ثم تذكرت منظره عندما رآني ثم إحمرت وجنتاي، يا إلهي كم أتمنى لو أنه يوادني لكنني لا شيء إتجاه كل تلك الفتيات.


إنتهيت من غسل وجهي و أخرجت منديلا لكي أجفف وجهي ثم حملت حقيبتي و توجهت للخارج لكي أعود، ذهبت في إتجاه الملعب فهو أسرع طريق مؤدي للخارج، لكن السماء بدأت تمطر يا لحظي!


أخرجت هاتفي و إتصلت بأبي لكي يأتي و يقلني، من حسن حظي أنه كان قد جاء هو و أمي البارحة للمبيت معنا، بقيت واقفة بجانب غرفة التبديل أنتظر حتى خرج أحدهم منا، يا إلهي إنه ذلك الفتى!


وقف بجانبي و هو يقول :"يا إلهي، انه ليس يوم حظي، أوه من أنت؟ "


قالها بعدما إستدار لي، فقلت بتوتر :"لا تسيء الفهم! لست أحد معجباتك، أنا فقط ذهبت إلى الحمام ثم أمطرت. "


"إذا لقد كنت تشاهدين المباراة؟ "


"لا، كنت فقط مع رفقة صديقتاي. "


"إذا ماذا سنفعل الآن؟ إنها تمطر بغزارة"


"لقد اتصلت بوالدي، سيأتي قريبا ليقلني، يمكنك إن تأتي معنا إذا أردت. "


"لا لا! هذا كثير، كما أنني لا أريد توريطك مع والدك، فأنا فتى غريب. "


" لا بأس يمكنني فقط أن أخبره أنك زميل معي في النادي، و لقد بقيت تنتظرني لأخرج و لكن تأخر الوقت. "


" شكرآ لك، بالمناسبة أنا تشارلن من الصف الثاني السنة الثانية. "


" أنا أوسانا من الصف الخامس من السنة الأولى، تشرفت بمعرفتك"


" أنا أيضا. "


بقينا ننتظر قليلا و نتحدث حتى جاء والدي ليقلني، ركب تشارلن معنا، و قد أخبرت أبي عنه فكان متفتحا جدا، أوصلناه حتى حيه الذي يسكن فيه فهو بجوار حيينا، شكر والدي و نزل، و ودعته من وراء الزجاج.


في اليوم التالي فاجأني بمجيئه إلى صفنا في الإستراحة، عندما كنت مع صديقتاي، مشى في إتجاهي و كل الفتيات يحدقن به، عندما وصل إلي انحنى و مد لي علبة ما، و قال:"شكرا لك على توصيلة البارحة، هده بعض الشوكولاتة أعددتها بنفسي، لا تتفائلي كثيرا فأنا طاهي مريع. "


ثم ضحك ضحكة و وضعها بجانبي و إنطلق مودعا لي، صرخت علي تشايندا :"ماذا! هل طلبتي منا البارحة ألا ننتظركي حتى تطلبي منه مواعدتك! هل قبل بك؟ هل انتما تتواعدان؟ "


" لا لا، لقد أمطرت فجأة و ألتقيته صدفة، فأوصله أبي معنا في طريق عودتنا. "


ثم أضافت ديغروف بضحك :" يا فتاة إنه فريسة جيدة لا تفلتيها"


"ماذااا! أنا! "


لكني تذكرت ملامحه الملائكية و كم يبدو جميلا، نهضت و ضربت الطاولة بقبضتي لأقول :" طيب! سأجعلك ملكي يوما ما سينباي! "


لقد كان صوتي عاليا، إحمرت وجنتاي و بدأت ديغروف و تشايندا تضحكان علي، لكن سينباي لا تقلق سأجعلك تعترف لي يوما ما!


***


الهالوين من أفضل أعيادي و أتذكر أيضا ذلك الهالوين الذي لن أنساه أبدا.


كان قد وقع كل هذا في السنة الثانية عندما حل حفل الهالوين، كنت آنذاك في الثالثة عشر من عمري، كانت علاقتي مع تشارلن في تطور حتى أصبحنا أصدقاء مقربين و نقضي الوقت معه في أغلب الأحيان مع أصدقائه المرحبن.


المهم، حدث كل ذلك عندما كنت جد متحمسة للخروج في الليل إلى الخارج و إحضار الخدع و الحلوى معي.


كنت في فراش غرفتي و قد كانت الساعة الـثامنة مساءً عندما أخيرا أرسلت لي أماندا رسالة تقول فيها: "لقد وصلنا نحن ننتظرك في الخارج"


إرتديت حينها ملابسي التنكرية كانت عبارة عن رداء أسود مزرق كإزرقاق الليل و قبعة بنفس اللون مع عصى سحرية مصنوعة من الخشب، كان عبارة عن كوسبلاي ساحرة.


نزلت خفية من الدرج بعدما أغلقت باب غرفتي لكي لا يلحظني أحد، خرجت من الباب الخلفي و إلتقيت بجميع أصدقائي، أماندا، ديغروف، تشارلن و إيريا، سألت ديغروف عن الأخرين قائلة:" لكن أين غورو و تشايندا؟"


أجابت ديغروف :" تشايندا ليست هنا لقد ذهبت إلى بيت خالتها لتمضية الهالوين و غورو مريض و لم يسمح له والده بالخروج."


أومأت رأسي كعلامة للرضا و بدأت أتمعن في ملابسهم التنكرية، أماندا كانت ترتدي زي مومياء بسيط، و ديغروف عبارة عن لباس عسكري ممزق و ملطخ بالدماء و إيريا عبارة عن كوسبلاي زومبي و تشارلن كان يرتدي زي قرصان و قد كان جذابا فيه.


عندما انتهيت قلت:" اذا أين سنذهب؟ "


أجاب إيريا:" سنذهب إلى كل بيوت الحي ثم نجتمع عند بيتي على الساعة العاشرة لنعد الحصيلة ثم نعود لبيوتنا."


بعد إفترق كل واحد و ذهب إلى كل بيت يدق عليه و يقول خدعة أم حلوى! و يرد عليه أصحابه بمجموعة متنوعة من الحلويات.

...

بعدما إنتهيا ذهبنا للاجتماع عند بيت إيريا و نظرت إلى سلتي و كانت فقيرة جدا حتى أنها لم تصل إلى النصف، خجلت أن أذهب إليهم و فكرت بالعودة للمنزل و إخبارهم بعذر في الصباح و لكن شعرت بيد على كتفي و عندما إستدرت وجدت تشارلن يبتسم و قال لي: ل"نتبادل السلال! "


فأخذها دون سابق إنذار و ترك سلته الممتلئة في الأرض ذهبت إلى هناك و وجدت إيريا يقول لتشارلن:" هذا فقط؟ اوه يا صديقي أنت كسول جدا عذا ليس من عاداتك."


أجاب تشارلن بابتسامة و هو يحك خلف رأسه بيده :" أعلم لم أجد الكثير من البيوت إعذروني."


و بعدها نظر إيريا إلي و قال بعدما أخذ سلتي: "لنرى إذا سلتك يا أوسانا، أوه إنها ممتلئة أحسنت!"


بعد قمنا بجمع كل الحلويات و تقسيمها بالتساوي و عاد كل واحد إلى منزله و طلب مني تشارلن أن نعود معا فوافقت.


بقينا نمشي معا و بدأت الحديث:" لماذا بادلت سلتك معي؟"


نظر إلي بابتسام و قال:" لأنني أردت ذلك."


رددت عليه: لكنك تعبت من أجل تلك السلة و قد نعتك إيريا بالكسول، لماذا تهتم بي لهذه الدرجة! " و بدأت البكاء ٠


بعدها ظهرت في وجهه ملامح تفاجؤ و أخفاها بابتسامة جميلة، و نظر إلي للحظات و أمسك بيدي و ضمني إليه في صده و هو يربت على رأسي بكل نعومة: "لأنني أحبك ربما ... "


و ذهب في صمت في المعطف الذي يؤدي إلى منزله و أنا أنظر إليه في حيرة٠


" ربما لكنه قال ربما... لكنه أيضا قال لأنني أحبك.... " بقيت هذه الأسئلة تتردد في دماغي و تزيد من حيرتي.


***

في العام السابق و الذي عامي الثالث في الإعدادية أو كما تسمى المدرسة المتوسطة، عيد ميلادي بعد شهر و ستنتقل أمي بعدها إلى منزل جدتي.


المهم، مناسبة كنت منظرتها منذ زمن طويل جدا و مجهزة لها تجهيزا كبيرا.


تخليدا لذكراه، تحتفل مدرستي كل عام بعيد الفالنتاين أول عاشق مسيحي مات في سبيل عشقه الأبدي.


نعم إنه عيد الحب، كان ذلك قبل عيد الحب بيومين عندما توافدت كل البنات إلى تشارلن لكي تخبرنه ما يريده او عن الأشياء التي يحبها طبعا من اجل عيد الحب لأن تشارلن فتى وسيم و شعبي في المدرسة، حتى إمتلأت خزانته برسائل الإعتراف.


و لكنني قد تنبهت لكل هذه الأشياء مسبقا و قد خططت لتفاديها و ما شابهها من المشاكل، فقد أرسلت رسالة إلى تشارلن ليلة الفالنتاين أخبره فيها أن يلتقيني في نهاية الدوام الصباحي عند قاعة الرياضة، و بالطبع لن يرفض لي طلبا.


بعد ذلك و في صباح الفالنتاين جهزت نفسي كالعادة للذهاب إلى المدرسة و أخذت علبة الشوكولاتة التي جهزتها، ذهبت إلى مائدة الإفطار لتناول بعض المقبلات بعدها ذهبت لركوب الباص و ذهبت إلى المدرسة و يا ليتني لم أذهب إلى مائدة الافطار ذلك اليوم.


بعدها وصلت إلى المدرسة و التقيت بـتشالرلن و ذهبنا مع بعضنا إلى الرواق ثم ذهب كل واحد إلى صفه، بعدها توالت الحصص التي لا تنتهي حتى جاء وقت الغداء.


كنت جالسة حتى جاءت إلي تشايندا و ديغروف لتتحدثا معي حول هديا العشاق.


تشايندا :" هاي أوسانا، هل قررت لمن ستعطين هديتك اليوم، لقد إشتريت حقيبة رياضية و قررت اعطائها إلى لوكاس، انه جميل و لطيف و مثير للغاية، ماذا عنك ديغروف؟"


ديغروف: "أنا، حسنا قررت إهدائها إلى إيريا."


تشايندا :" ماذا ! منذ متى و أنت على علاقة معه؟"


ديغروف :" في الحقيقة، قبل أسبوعين في الكافيتيريا إصطدمت ببضعة شبان و أسقطت الطعام فوق واحد منهم و بقوا يزعجونني حتى أتى و دافع عني، لقد كان جميلا للغاية لذلك اشتريت له قلادة منقوش عليها إسمه كعربون شكر، ماذا عنك أوسانا؟ "


أوسانا :" انا، كما تعلمان ستكون هديتي لتشارلن و قد اشتريت له ساعة ذكية أحضرها أبي من عمله . "


ديغروف :" مذهل أريها لنا أوسانا، اريد رؤيتها! "


أوسانا :" بالطبع انتظرن (تفتش في حقيبتها) ماذا لقد إختفت، أوه لا يمكن! "


FLASH BACK ...


أوسانا: حسنا شكرا على الطعام! وداعا جدتي! (تذهب إلى الباص و تترك الهدية).


جدة أوسانا: أوسانا إنتظري نسيتي هديتك! لقد ذهبت...


END OF FLASH BACK.


أوسانا :" ما العمل الان هل استطيع العودة و إحضارها معي، كلا لن يكفيني الوقت و قد اقتربت نهاية الفسحة لابد ان تشارلن في انتظاري الان."


ديغروف :" أوسانا ما الامر؟"


أوسانا :" ماذا؟... أتعلمان علي الذهاب الآن وداعا (تجري)."


ديغروف : "إنتظري !... ماذا حدث لها؟"


في جهة آخرى تجري أوسانا و تذهب إلى حديقة المدرسة:


أوسانا :" ماذا علي فعله الآن سيذهب كل ما فعلته سدًا، اوه يا إلهي ساعدني ... ماذا انها ورود حمراء، ربما.... وجدتها علي قطف واحدة و إعطاؤها له و ثم الهروب عذا افضل ما يمكنني فعله في وضعي الحالي، ربما أحاول العام القادم، حسنا لقد تقرر الأمر!"


تقطف الازهار و بعد تذهب إلى قاعة الرياضة.


أوسانا:" حسنا لا تتوتري، (تدخل القاعة و تجد تشارلن جالس و يلاعب قطة عند الزاوية) سينباي!"


تشارلن:" اوه اوسانا لقد نسيتك لماذا تأخرتي هل حدث شيء لك، بالمناسبة لوكاس و إيريا في إنتظاري هل يمكنك الاسراع؟"


أوسانا: "اوه طبعا!... إيتو.. تفضل (تمد إليه باقة الورود و تنكس رأيها خجلا) اعلم أنها ليست بالكثير و لكني نسيت هديتي الأصلية في المنزل انها افضل بكثير اعتذر (قلت في نفسي: ماذا كان علي الذهاب لماذا بقيت أثرثر) "


تشارلن :" (ينظر إليها و يبدأ بالضحك عاليا و بعدها تنظر إليه في تعجب و حيرة) اوه أوسانا كم انت مضحكة، كلمة أحبك كانت ستكفيني. (و حمل الورود و ذهب تاركا لها)"


أوسانا :" انتظر سينباي، من أنا بالنسبة لك؟!"


تشارلن :" لا اعلم، ربما أصدقاء طفولة لا أكثر؟"


أوسانا :" ماذا... هووووي كم انا اكرهك يا سينباي ما كان علي احضار الورود لك!"


تشارلن :" (يضحك و يقول) كم أنت خرقاء."


أوسانا:" خرقاء، (يصبح رأسها يغلي غضبا ثم تدير رأيها كعلامة عدم اهتمام و تقول) ربما احبك انا ايضا، لست سيئا للغاية كما أنك من نوعي المفضل ."


و مشى كل منهما مبتسما في دربه الطويل و هما لا يعلمان ما يخبؤ لهما الزمن من وقائع.


***

ملاحظة قبل البدأ: منظور القصة أو جهة القصة لن تكون من منظور أوسانا فقط فستكون مثلا عند تشارلن أو سينباي كما تقولون.

---------------------------


#جهة_تشارلن:


اليوم هو اليوم المنتظر، نهضت صباحاً كالمعتاد، نزلت من الدرج لأتناول الفطور و بعدها أغير ملابسي ثم إتصلت بجميع أصدقائي لوكاس، إيريا، غورو، و بعض من صديقات أوسانا تشايندا، ديغروف، أماندا، و كنا قد إتفقنا على مفاجأة أوسانا بمناسبة عيد ميلادها الـخامس عـشر و إقامة حفلة أخيرة قبل أن تنتقل مع عائلتها إلى بيت جدتهم في طوكيو.


كنا نخطط لهذا منذ أسبوع كنا قد توقفنا عن التحدث مع أوسانا و قد قمنا بشراء الزينة و أرسلنا طلب صنع كعكة و قد إتفقنا مع عائلتها على الكتمان على الأمر، كل شيء يسير في سلاسة.


#جهة_أوسانا:


توالت الأيام حتى جاء عيد ميلادي، كنت قد نهضت اليوم كأي يوم عادي رغم أنه عيد ميلادي، كنت قد عدت للمنزلنا القديم بناء عل طلب أمي التي أخبرتني أن آتي كي أساعدها في جمع الأغراض للإنتقال، لكن تصرفات تشارلن و الآخرين و حتى عائلتي، غريبة هذا الأسبوع هل يخططون لحفلة مفاجأة لي؟ لا أظن لأن تشايندا واشية كبيرة و يفترض بها أن تعلمني، يا إلهي هل نسوني يا ترى؟ أوووووف... لا أستطيع التحمل!


لقد حسم الأمر لقد نسوني، سأذهب لمكتبة أبي يا إلهي أنا لا اتذكر شكلها حتى!


دخلت و أزلت الغبار عن الكتب المصطفة و بحثت بين الأرفف و الأقسام، فانتهى بي المطاف في القسم ج_2 "كتب علم النفس" بحث حتى وجدت كتابا أثار عنوانه إعجابي، كان عنوانه "الحب و نظرياته التفلسفية و آثاره على النفس و الروح".


أخذت الكتاب لأجده متكونا من 316 صفحة ذهبت لإحدى زوايا المكتبة و جلست أقرأ الكتاب و الوقت يمر بدون أن أشعر.


#جهة_تشارلن :


بعدما انتهينا من تجهيز الحفلة و كل الزينة و الكعكة، أطفأنا الأنوار و بقينا في انتظار أوسانا للخروج لكنها لم تنزل و بعد مدة أرسلت إليها رسالة نصية لتنزل إلي و لكنها لم تنزل، فقررت الذهاب للبحث عنها بعدما أخبرتني والدة أنها رأها آخر مرة صباحا في المكتبة.


#جهة_أوسانا:


مر الوقت بسرعة و أنا أقرأ الكتاب و قواعده حتى وصلت إلى قاعدة من قواعد الكتاب تقول: "بينك و بين حبيبك خط رفيع يصبح أرفع كلما زادت المسافات بينكما."


و مكتوب تحتها التفسير :" اذا لاحظت حبيبك لا يقضي الوقت معك فجأة فاعلمي انه سوف يقطع علاقتك بك."


يا إلهي هل يخطط سينباي للانفصال عني، إنتظر لكننا لا نتواعد (قلب مكسور TmT) ، و تشايندا و الآخرين لا يريدون التحدث معي شفقة علي، كما أن تشارلن سينتقل إلى الثانوية و ربما قد ينساني و يحب أخرى، و أنا غارقة في تفكيري حتى سمعت دقات باب من الأمام، ذهبت لأفتح الباب حتى أجد أه تشارلن أمامي!


وقفت بكل توتر أمامه يا إلهي إنه الوقت الذي سوف ينفصل عني، لبثت في صمت أنظر في عينيه حتى بادر في الحديث قائلا: "أوسانا ماذا تفعلين هنا؟ أنا أتصل عليك منذ مدة طويلة هل نسيت هاتفك، الأهم تعالي سأخبرك بشيء."


أمسك بيدي و قمت بنزعها بسرعة لأقول:" لا! سينباي أرجوك لا تتركني!"


نظر إلي في كل حيرة ليقول: "ماذا؟ مالذي تقصدينه؟"


نظرت في عينه لأقول:" انا اعلم كل شيء، أنت تتجاهلني منذ مدة و الأخرون لا يريدون التحدث معيلا تحسب أنني لم ألاحظ، أريد أن نبقى أصدقاء! "


قال تشارلن في كل أسف:" تعلمين... يا للخسارة لقد فسدت المفاجأة. "


رددت بكل قوة:" مفاجأة! تريد أن تهجرني و تسمي هذا مفاجأة! "


قال لي و هو في حيرة للحظة بعدما بدأ في الضحك:" أوه أوسانا تعالي و أغمضي عينيك."


استغربت من ضحكه فلم أجد إلا أن اتبعه و هو مغمض عيني بيديه الناعمتين و نحن ننزل الدرج حتى نزعها عني و ابظلمة في كل مكان، إشتعلت الأضواء و صرخ الجميع:" عيد ميلاد سعيد!"


نظرت إلى كل الحضور و أنا في دهشة بعدها نظرت إلى تشارلن و حضنته في لحظتها و قلت له:" شكرآ لك، شكرا لكم جميعا يا أصدقاء ."


إحمرت وجنتاه قليلا ليستجمع شجاعته و يضع يده فوق رأسي و يقول:" لا تشكريني، هذا من دواعي سروري."


و أنا في حضنه الدافئ المعطر برائحة زكية حتى جاء الجميع و عانقني، تبا لكم لكنني كنت في سعادة لا تنتهي في تلك اللحظة، ربما علي أن لا أقرأ كتب علم النفس مجددا.


****

في صبيحة اليوم ما قبل الأخير من شهر كانون (30 ديسمبر)، تحديدا في عامي الأخير من المدرسة الإعدادية، تلقيت رسالة من تشارلن على الساعة الثانية عشرة و النصف يقول لي فيها:" لنلتقي غدا في منزلي صديقي إيريا سنقيم حفلة رأس العام الجديد هناك ستبدأ على الساعة السادسة مساءً و أريد أن أذهب معك ما رأيك؟"


قرأت الرسالة و أنا مغمورة بالفرحة و الحماس و أجبته برسالة تقول: "حسنا لا مشكلة."


بعدها ذهبت لأتناول فطوري بسرعة و أغير ملابسي و أرتب سريري لأستلقي فيه.


عادة تقوم المربية بذلك لكني كنت مازلت في منزل جدتي، نعم أنا معها منذ سن السادسة و ها أنا الآن في الرابعة عشر، كنت أزور منزل والداي في العطلات و أمي بدأت تتحسن لذلك ستنتقل للعيش معنا و ربما يبيع أبي البيت القديم أو يجعله للكراء.


المهم، نظفت غرفتي بنفسي و أحضرت حاسوبي النقال و دخلت داخل الشبكة الإلكترونية لأشتري ملابس جديدة فإشتريت الكثير منها من كثرة حماسي، يا إلهي لقد نفذ مخزون بطاقة أبي البنكية سيقتلني!


و ما إنتظرت حوالي الساعة و النصف حتى وصلت كل طلباتي بعدها دخلت غرفتي و أغلقت الباب، و فتحت برنامج السكايب لأراسل إبنة عمي ساياكا لآخذ برأيها في أزيائي لأنها طالبة في معهد تصميم الازياء.


فأجابت على الاتصال و بقيت أغير الملابس تلو و الأخرى و لكن لم تعجبنا أي تشكيلة لها فقالت لي: "ما رأيك في هذه التشكيلة سأرسلها إليك بعدما أرسمها."


بعدها أرسلتها لي و كانت عبارة عن قميص قصير مزخرف أبيض اللون مع سروال جين ممزق عند الركبتين و كعب عالي مع معطف أخضر فستقي ريشي طويل و بالإضافة إلي قبعة صوفية مع بعض الإكسسوارات.


بعد تجربتي لها أبهرتني النتيجة فوافقت عليها و قدمت لي بعدها ساياكا بعض نصائح التجميل، قمت بتوديعها ثم نظرت إلى الساعة لاجدها السابعة مساءً، يا إلهي لقد حل الليل، لم اعتقد أن الوقت قد مر بهذه السرعة.


بعدها ذهبت لآخذ حماما و بعدها غيرت ملابسي فأصبحت الساعة التاسعة تناولت عشائي و ذهبت إلى سريري للنوم.


في الصباح الباكر على الساعة العاشرة صباحا إستيقظت و رتبت غرفتي، تناولت فطوري ثم غسلت أسناني.


ذهبت إلى سرير غرفتي لأرتاح قليلا فأحضرت هاتفي و دخلت في تطبيق تويتر لأجد جميع أصدقائي يغردون حول الحفلة فقمت بالتغريد قائلة:" أتمنى أن يحدث كل شيء كما أريده."


أطفأت الهاتف و أشعلت التلفاز لأشاهد بعضا من الأفلام و المسلسلات ثم بعد إنتهائي كانت الساعة الثانية زوالا، إستلقيت متعبة على السرير ليأخذ النعاس عيناي في قيلولة.


بعدها نمت قليلا، ثم إستيقظت من قيلولتي لأجدها الساعة الرابعة فقمت بإرسال رسالة إلى تشارلن ليأتي كي يأخذني.


نهضت و غسلت وجهي و قمت بترطيبه، إرتديت ملابسي و وضعت مستحضرات التجميل و الإكسسوارات، ثم إرتديت معطفي خوذتي و كعبي العالي، لاحظت شيئا غير مضبوط في الزي فقررت نزع خوذة المعطف الريشية بما أنني أضع خوذة صوف، فأصبحت أفضل.


نظرت إلى الساعة لأجدها السابعة و لم يصل بعد، نظرت إلى النافذة حتى أراه قد أتى بسيارة والده ليقلني، نزل من السيارة و لوح لي فقمت بالتلويح له و أشرت له بإبهامي كإشارة للإنتظار.


بعدها نزلت الدرج و وصلت الباب و قلت في نفسي: "حسنا لا تفسدي الأمر."


فتحت الباب لأجده واقفا عند باب السيارة يا إلهي إنه جذاب جدا!


تمالكت نفسي و ذهبت إليه بكل برودة قلت له: "مرحبا! "


رد علي: "مرحبا... هل نذهب؟"


أجبته: "حسنا هيا أنا جاهزة."


ركبنا السيارة معا و بدأ يقود إلى منزل صديقه إيريا لنبدأ الحفلة.


"مهلا تشارلن أنت في الخامسة عشرة من عمرك، ليس لديك رخصة قيادة! "


"لنقل أن هذه الليلة إستثناء لا أريد لأحد أن يعكر الجو بيننا"


كان هو يقود في الطريق، بينما أنا كنت متكئة أنظر خارج زجاج السيارة إلى الثلج و هو يتساقط.


مر الكثير من الوقت و كان الصمت يعم المكان حتى قمت بكسره قائلة:" هل تعلم.. يقال أن الأزواج يقبلون بعضهم عند منتصف الليلة الأولى من السنة الجديدة. "


نظر إليا بتفاجؤ و رد علي بعد أن أخفى مشاعره: "إذا و ما علاقة هذا الآن؟"


أجبته:" لا شيء أردت فقط إخبارك... بالكلام عن القبل سينباي هل قبلت شخصا من قبل؟"


سكت قليلا ثم قال متبسما:" نعم. "


أجبته بتعجب:" فعلا! مع من و متى ؟ "


أجاب :" الأسبوع السابق قبلت مولود خالتي الجديد... هل تفاجأتي؟"


قلت له بكل غصب :" كم أنت أحمق..."


بعد مرور بعض الوقت وصلنا إلى وجهتنا و نزلنا من السيارة، توجهنا إلى الداخل لنلتقي بأصدقاد تشارلن و يعرفني بهم، كانو لطفاء.


شربنا، ثم بدأنا بالرقص و فعلنا الكثير حتى أصبحت الساعة الـ 23:49.


نادى علينا إيريا جميعا ليقول لنا: "مرحبا جميعا، قبل كل شيء أشكركم من كل قلبي لحضور هذا الحفل الصغير و قبل بداية السنة الجديدة سنلعب لعبة."


تفاجأ الجميع ليقول إيريا:" نعم لعبة، أولا علينا الخروج إلى حديقة منزلنا بجانب المسبح ثم سنطفؤ الأنوار، بعد سيختار كل سيبحث كل شخص عن شريكه الذي يريد تقضية العام الجديد معه، سواء كانت حبيب أو صديق أو أحد الأقرباء لا يهم، الأهم أن يمسك بيده قبل منتصف الليل لنبدأ العام الجديد."


تحمس الجميع و أصبحوا يبحثون عن رفيق يبقون معه ليمسكوا بأيديهم.


قرر الجميع من سيمسك بيدهم إلا أنا، فخطر في بالي أن أمسك بيد تشارلن نعم إنها الفكرة المثالية لكن المشكلة أن جميع الفتيات يحاصرنه.


لقد أصبحت الساعة الـ 23:58 و قال إيريا:" مستعدون سنبدأ اللعبة! "


فقلت في نفسي:" يا إلهي أين تشارلن، نظرت هنا و هناك حتى أراه مختبأ عند شجرة بجانب المسبح."


بدأ إيريا بالعد: "ثلاثة... إثنان... واحد معكم دقيقة واحدة لتجدوا شريككم قبل بداية العام الجديد."


إنطفأت الأضواء و أنا لا أرى شيئا و لا أسمع سوى أصوات الصراخ، بدأت أشعر بالقلق و أدور هنا و هناك فلم أجد تشارلن حتى رأيت ضوء هاتف عند المسبح، ركضت هناك بأقصى سرعة و قد بدأ العد التنازلي لسنة الجديدة.


" عشرة ، تسعة، ثمانية، سبعة، ستة..." ركضت بكل ما أملك حتى وصلت إلى هناك و مددت يدي اليسرى لأمسكه و لكن شعرت بأحد يمسكني من يدي اليمنى يا إلهي لقد انتهى كل شيء،" ثلاثة، إثنان، واحد، صفر،" فصرخ الجميع: "سنة جديدة سعيدة!" لتبدأ الألعاب النارية بالتفرقع في السماء لتنير الحديقة.


و لكني أغمضت عيني خفية من معرفة من أمسك بيدي، لأشعر بيد تفتح عيني و صوت يقول: "هيا انظري لا تفوتي منظر الألعاب النارية الجميلة!"


يا إلهي إنه صوته، إنه هو سينباي! نظرت إلى عينيه لأقول بتفاجؤ:" تشارلن و لكن كيف؟"


" لقد كنت أبحث عنك لأمسك يدكي حتى رأيتك تجرين في ناحية المسبح فركضت إليك لأمسك يدك."


" و لكن اذا كنت أنت هنا فمن كان عند المسبح؟ "


" اوه هذا انه لوكاس لقد أخبرته بأن يتنكر بزيي لكي لا يلاحقني الفتيات. "


"و لكن لما إخترتني أنا؟"


" ماذا؟ اممممم... حسنا لا أعلم، ربما لأننا أصدقاء منذ الصغر و أردت قضاء عام آخر معك."


نظرت إليه بدهشة، لم أكن أعلم أنه يكن لي مشاعرا مثل هذه، ظننتني الوحيدة التي تشعر بها، فبدأت الدموع تسيل لا إراديا من عيوني و قال لي بجزع" : ماذا؟! هل أنت بخير؟ هل قلت شيئا أحزننك! "


أجبته:" لا أنا أكثر من بخير...سنة سعيدة."


رد علي : "و أنت أيضا..."


نظرت للأسفل و قلت بتسرع: "تشارلن، هل يمكنني مناداتك بـ تارو. " يا إلهي ماذا قلت!


نظر إلي بتعجب و قال: "ماذا.... يمكنك بالطبع، اوه غريب لم تناديني بلقبي منذ كنا صغاراً! رغم أننا أصدقاء طفولة مقربين" ثم إبتسم


إبتسمت إبتسامة النصر ثم ذرفت دمعة و قلت :" عظيم! "


.. النهاية ..


*

لقد تم النصف الأول من خطتي و الذي يقتضي بطرد أوسانا، لن تستطيع العودة حتى الفصل الدراسي الثاني و أيضا لإجتياز إختبارات الفصل الأول بعد أسبوعين.


النصف الثاني من خطتي يتمثل في كيفية إبعاد كل الفتيات عن شارلن سينباي و محاولة خلق جو لنا نحن الإثنان لأستجمع شجاعتي و أعترف له، حسنا لدي فقط ثلاثة أسابيع لا أكثر!


بدأت يومي كالعادة ،إستيقظت على الساعة السابعة صباحا رتبت نفسي و صففت شعري إرتديت زيي المدرسي و هو عبارة عن قميص ياقته زرقاء و تنورة قصيرة زرقاء تصل تقريبا إلى ركبتاي و أخذت حقيبتي السوداء المفضلة التي لديها يد واحدة.


نزلت من الدرج إلى المطبخ لأرى ملاحظة فوق المائدة، لابد أنها من أمي، أمسكتها و قرأت محتواها.


"عزيزتي أيانو لقد تحسنت حالتي قليلا لذلك قررت زيارة إبنة عمي و المكوث عندها بعض الوقت فهي متعبة بعد ولادتها الأخيرة، الطعام في الثلاجة و لا تستعملي المايكرويف فهو معطل، أحبك.. أمك"


إنتهيت من قراءة الرسالة و خرجت من المنزل بدون أن أتناول الفطور لم أكن جائعة، بدأت بالمشي في الطريق إلى المدرسة حتى رأيت سينباي يخرج من إحدى المنازل المجاورة لنا، يا إلهي لم أكن أعلم أنه قاطن في نفس حيينا!


كان ظريفا و هو يجري فقد كان مشغولا ربما، إلتقطت هاتفي و قمت بتصويره بعدما إختبأت وراء عمود الإنارة، إنه رائع... بدأت أتلذذ مفاتنه حتى نسيت أمر المدرسة.


أسرعت في الركض إليها لكي لا أتأخر أتعرض للتوبيخ، و بعد دقائق من الركض وصلت للمدرسة و أسرعت في الدخول قبل أن يغلق الباب.


كنت أريد الذهاب إلى الحمام فقررت الدخول من الباب الخلفي فهو بجانب الحمام و الدرج المؤدي لصفنا، نظرت للساعة و قد تبقت عشر دقائق لبدأ الحصة الأولى فقلت في نفسي : "حسنا مازات لدي بعض الوقت"


ركضت بسرعة إلى الباب الخلفي للبناء الأول و الذي كان بجانب ملعب التربية البدنية، و لكن عند وصولي إلتقيت بعصابة غريبة.


لم أعرهم أي إهتمام فواصلت طريقي و لكن أحدهم إعترضني كانت تعلو وجهه إبتسامة قذرة، طلبت منه ببرود:"عذرا هل يمكنك الإبتعاد، سأتأخر"


لكنه استمر في الضحك و قال: "هاي شباب أليست هذه البنت جميلة؟ "


إلتفت أعناقهم كلها إلي و أحاطوا بي، كانوا خمسة أفراد، فقال أحدهم: "بالفعل،لنعبث معها قليلاً " و بدأ في الضحك.


كنت خائفة و لم أرف ماذا أفعل، فقام أحدهم بشدي وقال: "تعالي يا حلوة"، ثم دفعني إلى فرد آخر و بدأوا في دفعي و شدي من ملابسي و شعري حتى أسقطني أحدهم و بدأوا في ركلي.


كان الألم يسري في كل جسدي حتى أني لم أستطع الصراخ و طلب النجدة، و مرت ثواني حتى رأتنا أستاذة التربية البدنية و صرخت عليهم و هي تركض بإتجاهنا :"هاي أنتم أيها الجانحون هل تسببون المشاكل مجددا"


فنظروا إليها و قال أحدهم: "مشكلة لنهرب! ".


و بدأوا في في الهرب و أنا مرمية في الارض لا أحرك ساكنا و الكدمات في أرجلي، جاءت الأستاذة لتطمأن علي و قالت بغضب: "اؤلئك الجانحون! لقد ضقت ذرعا منهم، اسمعي فلتذهبي إلى مكتب الناظرة و لتشتكي لها ثم عودي للمنزل كي ترتاحي"


أومأت لها برأسي بعدما ساعدتني في النهوض و طلبت من طالبة كانت تمشي مع صديقتها أن توصلني للناظرة، لكني رفضت و أخبرتها أنني يمكنني المشي وحدي.


بعدها مضيت في طريقي و أنا أضحك ضحكات خفيفة كالمجنونة، "سوف يندمون! ".


قلتها في نفسي بعدما ضربت الحائط بقبضتي و أنا أضع يدي الثانية في معدتي التي كانت تؤلمني، ليخرج بعض الدم من فمي و أقوم بعدها بمسحه بواسطة إبهام الأيمن و لعقه بعدها لأتلذذ بطعم الدم.



*

وصلت لمكتب الناظرة لأبلغ عن تلك العصابة أو كما يدعون "الجانحون"، دخلت إليها بعدها نظرت إلي بوجه مذعور و هي تقول: "مالذي حدث لك! "


جلست فوق المقعد و أعطتني كوب ماء ثم قصصت عليها ما جرى و قد أخبرتها أنها ليست المرة الأولى، فجلست في مكتبها و غطت وجهها بكفيها ثم قالت: "لقد بلغ السيل الزبى مع هؤلاء الجانحون، هذه ثاني شكوى منهم".


ثم سألتها مدعية اللطافة: "و لكن مالعمل؟ إنهم لا ينفكون مني و يستمرون في مضايقتي؟ "


"لا أستطيع فعل شيء الآن سوى حجزهم، و لكن إذا تكررت الشكوى منهم ثلاث مرات إضافية فيمكنني حينا فعل ما أريد، الآن إذهبي و خذي إذنا للخروج و عودي للمنزل كي ترتاحي"


و عندما أجابتني بذلك جاءتني فكرة جهنمية في رأسي، و عدت للمنزل بعد أخذ إذن بالخروج و عند وصولي أغلقت الباب و إستسلمت لوزن جسمي و إتكأت على الحائط و أنا أضحك بهيستيريا لمدى روعة فكرتي.


بعدها أحضرت علبة الإسعافات الأولية لأعالج التورمات في رجلاي و لكني أحضرت سكينا من المطبخ و بدأت في جرح التورمات لكي ينزف الدم منها و كنت بين تارة و أخرى ألعق الدم الذي كان يخرج من التورمات في السكين.


لا تقلقوا فأنا متعودة على مثل هذه الأمور المجنونة، بعدها أخذت حماما ساخنا و ضمدت جراحي ثم غيرت ملابسي ثم بدأت برؤية صورة سينباي الجميلة و أنا أتلذذ بها، و بعدها إستسلمت للنوم.


في الصباح التالي خرجت من المنزل باكرا بعدما جهزت نفسي و أرسلت رسالة إلى إينفو شان أخبرتها فيها أن تلاقيني عند الإستراحة في غرفة الطباعة.


بعدها مرت الحصص الصباحية بسرعة السلحفاة ثم رن جرس الحرية و بدأت الإستراحة، كنت نائمة حتى جاءت إحدى الفتيات لا أعلمها توقظني و تقول: "حان موعد الإستراحة أيانو"، و إبتسمت لي بعدما نهضت و شكرتها.


تذكرت إينفو شان و ذهبت للموقع المحدد و رأيتها تقرأ هناك أحد الكتب، إستأذنت للدخول و رحبت بي، وضعت الكتاب فوق الطاولة ثم سألتني عن سبب إستدعائي لها، فقصصت لها ما حدث ثم أخبرتني ما دخلها في الأمر.


فأجبتها بلهجة مجنونة:" سوف نتخلص منهم كلهم و لن يتبقى منهم أحد و لن تطأ قدم أحد منهم هذه المدرسة ما دمت حية!"


ثم أكملت و قد عدت لشخصيتي الللطيفة:" إذا إينفو شان سوف تسدين لي خدمة و تتعاونين معي لطرد هؤلاء الجانحون."


قامت بكتف أيديها في أسفل صدرها و قالت: " و ما المقابل؟ أو بمعنى مقرب ماذا سأستفيد من هذا غير المشاكل"


"أنت تدينين لي بواحدة الا تذكرين؟ و أنت تغلمين العواقب، لكن لا تقلقي أنا طيبة جدا و سوف أعطيك مقابلا هذه المرة. "


قالت لي و هي تضع إصبعها الأوسط و سبابتها في نظاراتها :"مثير للإهتمام، إذا قبلت بالعرض ما هي خطتك سيدة أيانو؟ "


"خطرت لي بعدما أخبرتني الناظرة أنه سيتم طردهم إذا حصلوا على ثلاثة إنذارات أخرى، و إذا يجب علينا إفتعال المشاكل معهم. "


" لكن كاميرات المراقبة ستلحظ أننا نحن من بدأ بالمشاكل."


"و من قال لكِ أننا سنذهب لهم، سوف نفتعل مشاكل معهم دون التورط معهم في القتال المباشر. "َ


"ماذا تعنين؟ "


" ستفهمين عمت قريب، و الآن إذهبي و إفتحي حاسوبك و لتجهزي مقالا بعنوان (الطلاب يطالبون بطرد الجانحون) . "


"حسنا و مالتالي يا سيدة أيانو؟ "


" سأنضم لنادي التصوير لكي أتمكن من أخذ كاميرا النادي و سوف تقومين بتصويرهم عندما يتعدون علي و ستقومين بنشر الصور في الصحيفة، ثم سيغضب الطلاب و سيطالبون بطردهم "


" أنت ذكية سيدة أيانو و لكن كيف ستحثلين على إنذار ثالث لهم؟ "


" لا تتعجلي، قومي بما أمرتك به ثم سننتقل للخطوة التالية"


" حسنا لكن لا تتهوري و تقتلي أحدهم و إلا سيكشف أمرنا"


" لماذا؟ .... حسنا سأتمالك نفسي هذه المرة"


"مهلا هل كنت فعلا ستقتلين أحدهم ! "


قلت بإبتسامة مجنونة: "ماذا كن تنتظرين من شخص بحالتي إينفو تشان"


" أنت فعلا مختلة عقليا.. "

.

.

.

يتبع...



*

انتهيت من شرح خطتي لإينفو تشان، تركتها لتقوم بدورها بينما أذهب إلى نادي التصوير، لا أحب النوادي و لم أنظم إلى أي واحد في حياتي لأنها كانا بالنسبة لي مضيعة للوقت، ماذا سأستفيد من ممارسات أعمال و نشاطات تعود بالفائدة على المدرسة بينما لا أجني فلسا؟


وصلت إلى غرفة نادي التصوير، أخبرتهم أنني أريد الإنضمام و إستعارة الكاميرة لكنهم أخبروني أنني لن أتمكن من إستعارتها إلا بعد أسابيع من التدرب بها داخل النادي و عندها يمكنني إستعارتها.


رفضت عرضهم، ثم ذهبت و أنا أعض أظافري يا إلهي ماذا سأفعل الآن! عدت إلى إينفو تشان لأستشيرها، جلست في كرسي و أخبرتها ما حدث، فلبثت تفكر قليلت ثم إقترحت تغيير الخطة فلقد جاءتها فكرة أخرى ، فلم يكن لدي خيار إلا الإستماع لها.


"أيانو ما رأيك أن تنظمي للمجموعة الجانحون، لكن لن تنضمي إليها فعليا."


"ماذا تقصدين؟ أنا لم أفهمك جيدا."


"ماذا لو قمت بأعمال شغب عديدة ثم عندما يتم القبض عليك أخبريهم أن الجانحون قاموا بتهديدك و طلبوا منك الإنضمام لهم و سوف يتركونك."


"خطة جيدة لكن ماذا لو تم كشفي؟ سيشكون في إذا قمت بنفس الخطأ مرتين. "


"لا تقلقي أخبريهم فقط أنهم عادوا لمضايقتك و هددوك مرة أخرى. "


كانت خطة لا تخلو تماما من العيوب لكنها كانت جيدة عموما، أومأت لها برأسي لكني لم أعلم أي نوع من المخالفات يجب علي القيام بها فسألتها عن ذلك.


" إينفو تشان"


"نعم، ماذا هناك؟"


" أي أعمال شغب سأقوم بها فأنا لا أعرف شيئا سوى القتل، هل تريدينني أن أقتل طالبا ثم أوجه أصابع الإتهام إليم؟ "


"أنت مخيفة... ليس ذلك بالضرورة، يمكنك أن تركزي على مخالفات بسيطة لن تهدر وقتك و ستعطيهم إنذارات كثيرة."


"ماذا؟ "


" أقصد أنه يمكننا فقط أن نركز على مخالفات بسيطة كإفساد العتاد المدرسي، أو سرقة شيء من طالب، لكن يجب أن تكون مقنعة، و لا نرهق أنفسنا بأشياء أكبر كالتعدي على أحد العمال أو القتل كما تقولين. "


"إذا ماذا سأفعل؟ "


"ستقومين بإفتعال ثلاثة مخالفات، الأولى ستكون إفساد نشاطات نادي، الثانية ستكون سرقة شيء من أملاك المدرسة و الأخيرة ستكون لصق تهمة بأحد الطلاب ثم تعترفين بخطئك."


"طيب! سأبدأ الآن. "


" إنتظري ! يجب أن تقومي بتهمة مرة كل يوم أو يومين كي لا يشكوا فيك"


" حسنا، الآن غدا سأبدأ، إذا كيف سأفسد نشاطات أحد النوادي؟ "


" لقد خططت لذلك مسبقا، ستنضمين لنادي المسرح ثم ستقومين بإفساد أحد أدوات و مستلزمات التمثيل. "


أومأت لها برأسي ثم ودعتها، عدت للصف أنتظر حتى تبدأ الحصة و أنا أطل من مكاني في آخر الصف بجانب النافذة على سينباي، إنه كالعادة في مكانه المعتاد، جالس عند النافورة يقرأ كتابا، كم هو جذاب لا أطيق صبرا كي أجعلك ملكي سينباي!



*

انتهيت من شرح خطتي لإينفو تشان، تركتها لتقوم بدورها بينما أذهب إلى نادي التصوير، لا أحب النوادي و لم أنظم إلى أي واحد في حياتي لأنها كانا بالنسبة لي مضيعة للوقت، ماذا سأستفيد من ممارسات أعمال و نشاطات تعود بالفائدة على المدرسة بينما لا أجني فلسا؟


وصلت إلى غرفة نادي التصوير، أخبرتهم أنني أريد الإنضمام و إستعارة الكاميرة لكنهم أخبروني أنني لن أتمكن من إستعارتها إلا بعد أسابيع من التدرب بها داخل النادي و عندها يمكنني إستعارتها.


رفضت عرضهم، ثم ذهبت و أنا أعض أظافري يا إلهي ماذا سأفعل الآن! عدت إلى إينفو تشان لأستشيرها، جلست في كرسي و أخبرتها ما حدث، فلبثت تفكر قليلت ثم إقترحت تغيير الخطة فلقد جاءتها فكرة أخرى ، فلم يكن لدي خيار إلا الإستماع لها.


"أيانو ما رأيك أن تنظمي للمجموعة الجانحون، لكن لن تنضمي إليها فعليا."


"ماذا تقصدين؟ أنا لم أفهمك جيدا."


"ماذا لو قمت بأعمال شغب عديدة ثم عندما يتم القبض عليك أخبريهم أن الجانحون قاموا بتهديدك و طلبوا منك الإنضمام لهم و سوف يتركونك."


"خطة جيدة لكن ماذا لو تم كشفي؟ سيشكون في إذا قمت بنفس الخطأ مرتين. "


"لا تقلقي أخبريهم فقط أنهم عادوا لمضايقتك و هددوك مرة أخرى. "


كانت خطة لا تخلو تماما من العيوب لكنها كانت جيدة عموما، أومأت لها برأسي لكني لم أعلم أي نوع من المخالفات يجب علي القيام بها فسألتها عن ذلك.


" إينفو تشان"


"نعم، ماذا هناك؟"


" أي أعمال شغب سأقوم بها فأنا لا أعرف شيئا سوى القتل، هل تريدينني أن أقتل طالبا ثم أوجه أصابع الإتهام إليم؟ "


"أنت مخيفة... ليس ذلك بالضرورة، يمكنك أن تركزي على مخالفات بسيطة لن تهدر وقتك و ستعطيهم إنذارات كثيرة."


"ماذا؟ "


" أقصد أنه يمكننا فقط أن نركز على مخالفات بسيطة كإفساد العتاد المدرسي، أو سرقة شيء من طالب، لكن يجب أن تكون مقنعة، و لا نرهق أنفسنا بأشياء أكبر كالتعدي على أحد العمال أو القتل كما تقولين. "


"إذا ماذا سأفعل؟ "


"ستقومين بإفتعال ثلاثة مخالفات، الأولى ستكون إفساد نشاطات نادي، الثانية ستكون سرقة شيء من أملاك المدرسة و الأخيرة ستكون لصق تهمة بأحد الطلاب ثم تعترفين بخطئك."


"طيب! سأبدأ الآن. "


" إنتظري ! يجب أن تقومي بتهمة مرة كل يوم أو يومين كي لا يشكوا فيك"


" حسنا، الآن غدا سأبدأ، إذا كيف سأفسد نشاطات أحد النوادي؟ "


" لقد خططت لذلك مسبقا، ستنضمين لنادي المسرح ثم ستقومين بإفساد أحد أدوات و مستلزمات التمثيل. "


أومأت لها برأسي ثم ودعتها، عدت للصف أنتظر حتى تبدأ الحصة و أنا أطل من مكاني في آخر الصف بجانب النافذة على سينباي، إنه كالعادة في مكانه المعتاد، جالس عند النافورة يقرأ كتابا، كم هو جذاب لا أطيق صبرا كي أجعلك ملكي سينباي!



*

في اليوم التالي...


بدأت يومي كالمعتاد، نفس الروتين يتكرر دائما، أطفأت المنبه الذي كان يرن و إستيقظت الساعة السابعة و الربع، قمت بترتيب المنزل بما أن أمي ليست هنا لا أعلم متى ستعود، لم يكن هناك الكثير من الأعمال رتبت غرفتي و مازال المطبخ فقط، فهما الغرفتان الوحيدتان اللتان ألِجهما.


إنتهيت من ترتيب غرفتي، إرتديت ملابسي و غسلت أسناني و نظمت حقيبتي، نظرت إلى ساعة يدي لأرى أنها السابعة و النصف، نزلت في الدرج نحو المطبخ لأتناول الفطور، لم أجد شيئا يذكر فإكتفيت ببعض الرقائق مع الحليب.


أنهيت فطوري بسرعة و نظفت المطبخ، أنعيت كل شيء، لبست حقيبتي و خرجت من المنزل منظرة الباص المتجه نحو المدرسة.


وصلت للمدرسة بعد مدة و قد دخلت الصف و أنا متعبة، رددت التحية على بعض الفتيات و جلست متعبة فوق مقعدي لأضع رأسي لكي أنام قليلا لكن الجرس قد رن، تبا!


دخل الأستاذ و بدأ الدرس، كان يوم الإثنين و قد كان لدينا حصة في الكيمياء، يا إلهي، مرت الحصص بسرعة السلحفاة أو أبطئ ليرن جرس الحرية و تبدأ الإستراحة، تذكرت كلام إينفو تشان فذهبت لنادي التمثيل بعدما كتبت طلبا للإنضمام إليه.


وصلت إلى غرفة النادي و سألت عن مكان المسؤول، فذهبت إليه و أعطيته طلب التسجيل فوافق، أخبرني أن لديهم تدريب لمسرحية في المساء و يحتاج لمساعدة فطلب مني القدوم، وافقت على ذلك فهذه أفضل فرصة.


عدت بعدها للصف و مررت قبلها بآلة بيع المشروبات لأشتري قارورة مياه غازية فلم يكن لدي ما يكفي، فوجئت بعدها بأحد مد يده إلي و أعطاني واحدة، نظرت إلى وجهه لأرى أنه سينباي، يا إلهي!


قالت بإبتسامة تشق وجهه:"عذرا... تفضلي"


و مد يده إلي لأمسكها و تحمر وجنتاي و أقول له بتوتر :"شـ.. شكرا لك! .. "


بقي كلانا في صمت محرج ينظر إلى الأرض حتى كاد يقول شيئا لكني خجلت و قلت له :"عفوا علي الذهاب!.. أ... أراك لاحقا! "


و ركضت بعدها تاركة إياه، وصلت للصف أحاول تدارك ما حدث، هل أنا في حلم فليقرصني أحدهم، لا! إنه حلم جميل، بل حلم حقيقي جميل.


أمسكت القارورة الباردة و أنا أمسح بها وجهي، إنها هدية من سينباي سأحافظ عليها لكن الآن سأشربها ليصبح سينباي جزءً مني، فتحت القارورة لتصدر صوتا، كانت تقترب من فوهة فمي لتنزل إلى معدتي حتى أحسست بدفأ في يدي رغم برودة القارورة.


نشرت إليها لأرى القارورة غير موجودة لأقف بعدها بذعر و أرى بعدها أستاذة الأحياء تمسك بها و تقول :"عذرا سيدة تاماكي الشرب أو الأكل أثناء الحصة ممنوع. "


نظرت إلى الصف لأرى الكل ينظر إلي، لقد إنغمست في أحلامي الوردية حتي نسيت أن الحصة قد بدأت، إعتذرت من الأستاذة و طلبت منها أن تعيدها لي لكنها رفضت، بقيت أترجاها حتى تعيدها إلي حتى إنهارت و صرخت علي بكلمة لا.


جلست في مكاني و ذهبت لتكمل الحصة و وضعت القارورة في حقيبتها، و أنا أشد على تنورتي بغصب فتنزل دمعة على فخذاي المكشوفان، كيف تجرؤ و تلمسها إنها من سينباي!


لكن صبرا فسترى ما سيحدث لها، علت وجهي إبتسامة مخيفة، نعم إنه هدوء ما قبل العاصفة أو بالأصح الهول الذي سيأتي.


إنتهت حصة الأحياء و ذهبت الأستاذة لصف آخر، و تتالت الحصص حتى إنتهى الدوام، سألني بعض الفتيات إذا أردت أن أرافقهم لكني رفضت متحججة بأن لدي عمل مهم أقوم به، ذهبت إلى الحمام إنتظرت جميع التلاميذ أن يخرجوا حتى أبدأ إنتقامي.


كانت أستاذة الأحياء آخر من يخرج من المدرسة، فهي تعود لإرجاع أدوات التشريح إلى مخبر العلوم المتواجد في آخر الرواق العلوي، و هذا من حسن حظي، انتظرتها حتى تذهب إلى المخبر و تبعتها خفية، و ما إن وصلت إلى المخبر حتى فتحت قفل الباب و دخلت لتضع الأدوات، إنتهت و خرجت لتقفل قفل الباب، فتفاجأت عندما رأتني واقفة وراءها ناكسة رأسي.


كانت يداي وراء ظهري، كنت مرتدية قفازات و كنت ممسكة بمقص بيدي اليسرى، تنفست الصعداء لتهدأ من روعها و تقول :"اوه هذا أنت سيدة تاماكي، ما بك لقد أفزعتني، لماذا أنت هنا، هل هذا من أجل مشروبك؟ تفضلي هذا ثمنه"


مدت إلي يدها اليسرى التي بها النقود التي أخرجتها من جيبها لأصفعها بيدي اليمنى و تسقط النقود، قالت بنوبة غضب و هي تجهز كفها لتضربني:"أنت! أيتها الوقحة! "


كانت ستصفعني حتى أمسكت كفها بيدي اليمنى بقوة، فحاولت الإفلات حتى أفلتت و قالت :"يالوقاحتك! لقد أشفقت عليك سيدة أيانو لكنك رددتي معروفي بتصرف وقح منك! "


قالت لتدير ظهرها و تذهب، حتى تبعتها ببطئ َو أنا ممسكة بالمقص لتنظر لي و ترى المقص، و تعود إلي لتمسك بيدي اليمنى بقوة و تقول:"ماذا تفعلين بهذا المقص؟ هل قمت بسرقته! هل سرقت هذه القفازات أيضا! هذا يستدعي إلى عقوبة هيا أعطيني إياه! ألم تسمعيني أعطيه لي! "


بدأت تحاول نزعه مني لكنها كل مرة كانت تلاقي مني الرفض، حتى سئمت و ذهبت لتقول:" إنتظري غدا و سوف ترين ماذا سيحل بك! "


قالت لتذهب و أبدأ بالضحك لتستدير لي بملامح تقزز لترى ملامحي المخيفة، لأجري وراءها ممسكة المقص لتتحول ملامحها إلى الذعر و الخوف و تحاول الهروب لكنها تعثرت في الدرج لتسقط و لا تستطيع النهوض، و تنظر إلي بخوف و هي تحاول التراجع و أنا أقدم حتى يوقفها الحائط، بدأت تقول مترجية إياي:" أرجوك سامحيني! خذي، يمكنك أخذ جميع أموالي لكن لا تفعلي ما أفكر به، أنا أترجاك! "


قالت لأبدأ بالضحك بهيستيريا و تبدأ تضحك معي ظانة أنه مقلب حتى تحولت ملامحي إلى الجدية و قمت أقترب منها لأغرس المقص فيها و هي تترجاني و تحاولي منعي بذراعيها لكني بدأت أطعنها طعنة تلو الأخرى، و هي تصرخ من الألم، حتى تغاشت من كثرة الدم الذي فقدته و الذي غرقت فيه، لأنهض ألعق بعدها المقص و أنا أبتسم و أتلذذ طعم الدم.


في اليوم التالي ،جاءت الشرطة و أغلقت الرواق العلوي بعدما وجدوا أستاذة الأحياء مقتولة بعشرين طعنة مع شرايين يد يمنى مذبوحة و في ذراعها عبارة "Don't touch him" مكتوبة ، و ذاع خبر قتل الأستاذة بين الطلاب، "إنها الضحية الثانية له"، "لقد سمعت أن أحد التلاميذ وراء هذا أنا خائفة!"، "يقولون أن هذا القاتل المتسلل يقتل الفتيات فقط! "، "أيعقل أنها تلميذة تقتل كل من يعبث مع حبيبها" ، كل تلك الإشاعات إنتشرت كالوباء و طبعا كل الإجابات ستكون عند صحيفة المدرسة.


كنت جالسة مع إينفو تشان في غرفة الطباعة نتناول الغداء حتى قالت لي :"أيانو يجب عليك أن تتوقفي عن قتل كل من يضايقك سوف يشكون بك، كما أن الشرطة بدأت بعمل دوريات مراقبة من أجل التحقيق و سيشكون بك لذلك توخي الحذر"


"لا تقلقي لن يكتشفوا أمري، أنا أقوم بمسح كل الأدلة من موقع الجريمة"


"بكن لماذا كتبتي تلك العبارة في ذراعها، ربما سيعرفون أن القاتل فتاة!"


"إنه مجرد تحذير لإرهاب التلاميذ، المهم أنا ذاهبة نادي المسرح يحتاجني، وداعا إينفو تشان! "


"ود.. وداعا... "



*

إنتهيت من التكلم مع إينفو تشان و ذهبت بعدها مباشرة إلى غرفة النادي، عندما وصلت أخبرني أحد الأعضاء أن أساعدهم في تجهيز خشبة المسرح للتدريب، لم يكن هناك الكثير من الأعضاء كما ظننت، ذهبت إلى الخشبة و سألت أحد الأشخاص الواقفين: "عذرا أنا عضوة جديدة، أخبروني أن هناك مسرحية ستقام و علي مساعدتكم في تجهيزها، كيف يمكنني مساعدتكم؟ "


قالت تلك الفتاة التي سألتها و هي تحمل فرشاة تلوين كبيرة مع بعض الأفراد الآخرين، يبدو أنهم يضعون اللمسات الأخيرة على إحدى الخلفيات : "أوه، حسنا يمكنكي مساعدتنا في طلي الجدار يبدو أن دلو الطلاء سينتهي، إذهبي إلى غرفة الأدوات بجانب الحمام و أحضري لنا فرشاة جديدة و دلو طلاء باللون الأحمر"


اومأت لها برأسي قبل أن أذهب إلى المكان المقصود لإحضار الأدوات، وصلت للغرفة و قد وجدت رفًا فيه دلاء الطلاء، نعم إنها فرصتي!


وضعت يدي في الرف و بدأت أسقط الدلو تلو الآخر، حتى إنتهت كل الدلاء في الرف و تصبح ملابسي كلها ملطخة، نظرت للأسفل لأرى دلو طلاء أحمر كما أخبرتني تلك الفتاة نعم إنه لوني المفضل لون الدماء، خطرت لي فكرة جهنمية فأمسكت بالدلو و رحت أمشي ببطئ إلى تلك الفتاة.


عندما وصلت إلتفتت كل الأعناق في إتجاهي و أنا ملطخة، جاءت تلك الفتاة لتقول لي بذعر :"أيانو سان ماذا حدث لك و أين هي الفرشاة ؟! "


أجبهتها و قد عادت ملامحي إلى اللطافة:"لا شيء، فقط فتشت عن اللون الصحيح في جميع الدلاء و لم أجده، حتى رأيته في الزاوية، بالمناسبة تفضلي طلاءك"


فتحت غطاء الدلو و صنعت إبتسامة في وجهي و رميته عليها لأبدأ بالضحك و تسقط هي جاثية في الأرض لتستوعب ماذا حدث لها بعدما إجتمع أغلب الطلاب حولها ، لتصرخ بعدها بقوة :"شعري! أنظري ماذا فعلت به! آه شعري الجميل! "


أدرت ظهري لها و توجهت إلى خشبة المسرح لأنظر إلى تلك الخلفية التي قاموا برسمها من أجل المسرحية لأقول :"مذهلة! ترى كم إستغرقتم في رسمها، على أية حال لن أحتاج إلى الجواب لأنها ستفسد و ترسم واحدة أجمل منها ربما"


ليقول أحد الطلاب بهرع:"لا! أنت لا تعلمين كم إستغرقنا في صنعها توقفي! "


لكني بدل ذلك رميت ما تبقى من طلاء الدلو عليها لتتشكل لنا تحفة فنية جديدة من صنعي، لبثت مليا أنظر إليها لأسقط الدلو و أذهب لألمس تلك الخلفية الجديدة التي تشكلت، إنها باللون الأحمر، لوني المفضل.


.

.

.



*

بعدما سببت المشاكل تعلمون ماذا حدث، لقد تم أخذي إلى مكتب الناظرة بعدما تم طردي من النادي و الإبلاغ عني، كنت جالسة عند مكتبة الناظرة و قد كنت ملطخة بالكامل بالطلاء.


بقيت تنظر إلي ثم وضعت كف يدها في جبهتها و إستادرت إلى الجدار ثم إستادرت لي مجددا و قالت :"سيدة أيانو هل يمكنك أن تشرحي لي ماذا حدث و تعطيني عذرا لكي لا ألمس ملفك؟ "


قلت مدعية الخوف و الذعر بعدما أخفضت رأسي: "ذلك... أنا... لا... أنا لا أستطيع أن أخبرك لأنهم سيكتشفون الأمر و يضايقونني مجددا! "


نظرت إلى بإستغراب ثم قالت: "ماذا تقصدين بكلامك و من سيضايقك؟ "


"حسنا... لا أستطيع... "


"سيدة أيانو أخبريني لن يحدث لك شيء أعدك. "


رفعت وجهي الذي كانت تظهر عليه علامات بكاء خفيفة و قلت: "هل... هل تعيدينني بذلك؟ "


"طالما أنا هنا لن يصيبك. مكروه و الآن أخبريني بكل شيء "


بعدها بدأت أسرد لها القصة التي إختلقتها أنا و إينفو تشان و حول كيف قامت تلك العصابة بتهديدي، إنتهيت من الكلام ثم نهضت الناظرة من كرسيها و وضعت يدها في ذقنها و هي تفكر في شيء تقوله:" حسنا، يجب أن نتصرف بشأنهم و لقد أحسنت عملا بإخباري بالحقيقة دون خوف، هذا يستحق شجاعة كبيرة المهم، لا يمكنني فعل شيء حتى الآن إلا أن أضع لهم إبلاغين واحد من أجل التعدي على الطلاب و الثاني من أجل كونهم طرفا في إعاقة نشاطات نادي، ليرتفع عدد ابلاغاتهم إلى أربعة، و يتبقى لهم فرصة واحدة فقط أو يطردون"


"لكن ماذا أفعل الآن؟ سيعودون لمضايقتي قريبا"


" حاليا تجنبيهم قدر المستطاع و إذا تمت مضايقتك مجددا عودي إلي و سأخلص المدرسة منهم، و الآن أحتاج منك التوقيع في هذه الابلاغات بعدها عودي للمنزل، فلقد إنتهت أنشطة النوادي"


أومأت لها رأسي و قد وقعت في تلك الأوراق و إنصرفت عائدة للمنزل و إبتسامة النصر لا تفارقني، و الآن لقد ضربت عصفورين بحجر واحدة و الآن علي الإنتطار من أجل الخطوة الأخيرة.



*

في اليوم التالي، كنت في الصف أتأمل من النافذة في الباحة و تلك النافورة التي يجلس فيها سينباي يقرأ كتابه.


انتهى اليوم بدون شيء يذكر فلا خطط مهمة لي حول خطتنا أنا و إينفو تشان، لذلك عدت للمنزل لكي أنام.


غدا هو آخر أيام الأسبوع الدراسي و بعده عطلة نهاية الأسبوع، أفكر في أن أخرج للتسوق، فكرة جيدة.


جاء اليوم الذي بعده و قد ذهبت إلى المدرسة كالمعتاد، رن جرس إستراحة الظهيرة فذهبت إلى غرفة إينفو تشان.


دخلت لنتبادل كلمات الترحيب، لأجلس فوق كرسي بجانب النافذة بينما كانت هي تطبع بعض الأوراق.


"ماذا تحتاجين أيانو، أنا مشغولة؟ "


"اوه كم أنت مملة إينفو تشان، هل يجب أن يكون هناك سبب محدد لمجيئي؟ "


"بسرعة أيانو لا وقت لدي للمزاح، علي كتابة مقالين قبل نهاية اليوم. "


"حسنا حسنا، إذا ماذا علي فعله الآن؟ "


"عن ماذا تتحدثين؟ "


"عن الخطة، أنسيتي؟ "


" اوه لقد تذكرت، بالمناسبة لقد كتبت مقالاً البارحة حول طردهم، و سوف أنشره كعنوان رئيسي في الجريدة الأسبوع القادم، يجب عليك أن تطرديهم اليوم. "


"أنت رائعة كالعادة إينفو تشان، أخبرني الآن عن الخطوة التالية. "


"تسللس إلى مكتب أحد الأساتذة من صف تلك العصابة ثم خذي ملف النقاط و العلامات، بالطبع سترصدك الكاميرا و حين يتم إمساكك أخبريهم أنهم هددوك و طلبوا منك تزوير علاماتهم"


"لك ذلك إينفو تشان، أراكِ لاحقا!"


ودعتها لأذهب إلى غرفة الأساتذة، يذهب الأساتذة في الأغلب إلى غرف النوادي المسؤولين عنها لكي يتحققوا من أي مشاكل، لذلك لن يكون هناك الكثير منهم في المكتب.


وصلت إلى الغرفة التي كانت بجانب مكتب المشرفات، نزلت للأسفل لكي لا يراني أحد من الزجاج بينما أتجه نحو الباب.


نظرت من الباب بحذر لألحظ وجود ثلاثة أساتذة بجانب آلة القهوة، حسناً يمكنني الآن الذهاب و أخذ الملف بسرعة.


فتحت الباب ببطئ لكي لا يصدر صوتاً، دخلت بينما أنا منخفضة لأختبأ بسرعة تحت أقرب مكتب رأيته.


نظر أحد الأساتذة إلى الباب ليقول :"من هناك؟ لا أحد، لابد أن الباب إنفتح من تلقاء نفسه، حسناً عمّ كنا نتحدث... "


تنفست الصعداء لأنه لم يذهب لإغلاقه، بدأت أتسلل من مكتب إلى مكتب و من صف إلى صف حتى وصلت إلى مكتب الأستاذة المسؤولة عنهم، أستاذة الإنجليزية شيزوكو.


أقحمت يدي فوق المكتب لأفتش عن الدفتر ببطئ حتى أخطأت و أسقطت علبة أقلام الحبر، ليتدفق على مكتب الأستاذ نيكوما -أحد الأساتذة الحاضرين - و يفسد أوراقه.


ذهب إلى مكتبه ليرى ما حصل، لأنكمش في مكاني تحت المكتب و أعض إبهامي و أنا أدعو لـألا يلحظني.


نيكوما سينسي: "يا إلهي، أنظروا لقد تلطخت كل الملاحظات، علي كتابتها من جديد. "


أحد الأساتذة: "لا تقلق نيكوما سينسي، ليس لديك أحد يقلق عليك اذا تأخرت اليوم. "


أستاذ آخر: "صحيح صحيح، أنت أصبحت شيخا على الزواج، لا تحلم كثيراً"


نيكوما سينسي: "إخرسا! كم أنتم غبيان، لا أعلم كيف أصبحتما أستاذين أساسيين. "


بقوا يحدثون ضجة و قد خفّ قلقي، لكني لمحت قلماً بجانب كرسي المكتب، ياللورطة!


حاولت أن أمد ذراعي لأمسكه، لكنه لمحه و كنت سريعة في الإختباء قبل أن يراني.


إنحنى للأرض كي يمسكه و أنا أقول في نفسي أن أمي إنتهى، حتى صرخ أحد الأساتذة: "نيكوما أسرع لقد تعطلت ألة القهوة! "


"ماذا!! "


ذهب إلى تلك الألة بسرعة و قد نسي أمر القلم، تنهدت لأعيد يدي لأجلب الدفتر حتى أمسكته، وضعته بين ملابسي و عدت أدراجي لأخرج.


وصلت إلى الباب، نظرت للأساتذة لأجدهم ملتفين حول الألة، لم أكن متوترة لذلك وقفت و نظفت زيي من الغبار و أمسكت المقبض لأخرج، حتى سمعت صوت الاستاذ نيكوما "آيشي أيانو؟ "


.

.



*تجمدت في مكاني لأنني لم أعلم ماذا أفعل، ناداني عدة مرات بإسمي لكنني لم أرد حتى جاء إلي و وضع يده اليمني على كتفي، لألتفت له.


"آيشي ماذا تفعلين هنا، و منذ متى و أنت في الغرفة؟ "


تشتت إنتباهي للحظة حتى تذكرت قلم الحبر الذي حملته، فخطرت في بالي فكرة.


نظرت له لأصلح ملامحي و أقول: "اوه نيكوما سينسي، آسفة على التطفل و لكن هل رأيت شيزوكو سينسي؟ "


"شيزوكو سينسي؟ لا لماذا، ماذا تحتاجين من عندها؟ "


" في الحقيقة لقد أسقطت قلماً من محفظتها في آخر الحصة، لذلك كنت أظن أنها هنا. "


"هكذا إذا. "


"اوه، من الجيد أنك هنا، عندما تأتي فلتعطيها له"


" حسناً، عودي إلى صفك. "


" أستسمحك عذراً، وداعاً. "


خرجت من الغرفة بعدما تركته مشتت البال، سيكتشف الخدعة علي الذهاب إلى الصف بسرعة.


في مكان آخر:


نيكوما سينسي :"ما بال هذه الفتاة.. لحظة " نظر إلى قلم الحبر و تذكر ما قلته له:" لقد أسقطت قلماً من محفظتها في آخر الحصة".


نظر إلى مكتب شيزكو سينسي ثم قال بصراخ :" مهلاً لحظة، أنا أستاذ آيشي في الإنجليزية!"


لقد إكتشف الخطة و هرع بسرعة إلى صفي ليسترجع الدفتر الذي سرقته.


بينما كنت قد وصلت إلى الصف، و جلست في مقعدي و أخرجت الدفتر خلسة لكي لا يراه أحد.


حتى رأيت نيكوما سينسي عند الباب يلهث، لابد أنه كان يركض :"آيشي أيانو... أحتاجك للحظة "


في وقت لاحق بمكتب نفس الناظرة.


"اذا سيدة أيانو، ماذا حصل هذه المرة؟ "


شرحت لها ما حدث ثم نظرت إلي بإبتسامة و قالت :"حسناً، لقد نلنا منهم. "


وقعت كالعادة على تلك الإستمارات ثم تركت مكتب الناظرة و قد أخبرتني أنهم سيتم طردهم قبل الأسبوع القادم.


إبتسمت لها و إنحنيت، ثم خرجت بإبتسامة نصر مخيفة، و ذهبت نحو غرفة إينفو تشان.


دخلت إليها و أنا مبتسمة ثم أشرت لها بإبهامي كإشارة لنجاح المهمة، كانت تكتب كعادتها حتى نظرت إلي.


"هل تخلصتي منهم بهذه السرعة؟"


"نعم. "


"يا إلهي أنت لا يستهان بك. "


إتجهت نحو كرسي لأجلبه نحو إينفو تشان و أجلس عليه، و تنظر إلي بغرابة.


"ما الأمر أيانو؟ "


"إينفو تشان هل أنت متفرغة يوم الأحد؟ "


"لماذا، هل هناك أمر طارئ؟ "


"لا لقد كنت أفكر فقط أن نخرج و نتسوق قليلاً ثم نتناول الطعام. "


"حسب معلوماتي فأنت غير إجتماعية و تكره التجمعات و الصخب، و لماذا تدعينني إلى تناول طعام، هل أصبحت إجتماعية فجأة؟ "


"لا يا حمقاء، بالطبع أنا أكره هذه الأشياء التي قلتها لكنني أريد دعوتك لنتكلم حول خطتي أنا، الإتفاق الذي أبرمناه عل نسيتي؟ "


"حول سينباي؟ يمكنك فقط الذهاب إليه و الإعتراف له، و إذا رفضك فأنا لن أرغمه"


تسارع ضغط دمي بسبب إشتياظ غضبي مما قالته، فأمسكت قلم و وجهته نحو عنقها.


" هل تتذكرين ما قلته لي عندما إلتقينا أول مرة، لقد أخبرتني أنك ستجعلين سينباي لي إذا جعلت جريدتك مشهورة، و الآن هل لديك شيء لتقوليه؟ "


لم تبدي أية ردة فعل و إستدارت إلي لتقول: " في الحقيقة أخبرتك أنني سأعطيك طريقة لتجعلي سينباي ملكك، و الآن يا أيانو إذا أردت قتلي الأن فهيا، فلتجدي شخصاً أفضل مني ليساعدك"


قالت لنتبادل نظرات ثاقبة بيننا، لأضع القلم و أبتسم في وجهها و أقول بنبرة لطيفة :"يا إلهي إينفو تشان أنا أصبحت أنسى كثيراً، تعلمين أني لا أستطيع التخلي عنك و لكنك. تستعملين هذا دائما ضدي، كم أنت قاسية إينفو تشان ماذا كنت سأفعل من دونك، إذا هل ستقبلين دعوتي أنت تخاطرين بغداء مجاني"


"حسناً أنا موافقة، لكن لن أبقى أكثر من ساعة فأنا فتاة منشغلة"


"مرحى إينفو تشان سنحظى بوقت ممتع، أنا ذاهبة الآن"


قلت لأتقدم نحو الباب ثم أتوقف لحظات و أقول:" إينفو تشان لا تتركي لي الفرصة لأقتلك المرة القادمة، كان يمكنك أن تكوني ميتة الآن. "


"أنا لا أخاف الموت فأنا لست نادمة على شيء لأخسره"


"أنت تثيرين إعجابي كل مرة إينفو تشان، أنا راحلة الآن"


قلتها لأعود إلى صفي فالإستراحة ستنتهي و الحصة التالية ستبدأ بعد دقائق.


*

ظننت أن سينباي سيصبح ملكي أخيراً فقد تخلصت من كل ما يعرقلني الآن، و لكن بعد ذلك الأسبوع حدث ما لم يكن في الحسبان.


عدت إلى الصف و قد إنتهت الإستراحة عند وصولي، لكن كان الأستاذ لم يأتي بعد، ربما سيتأخر.


رأيت مجموعة من الفتيات يتكلمن، ذهبت إلى مقعدي و أخرجت أدوات الحصة حتى تكلمت إحدى الفتيات :"أوه تماكي، ماذا تفعلين؟ "


"ماذا؟.. أخرج دفتر الفيزياء، الحصة ستبدأ بعد دقائق. "


"ألم تسمعي؟ أستاذ الفيزياء لن يأتي اليوم، لقد تعرض إبنه لحادث مرور. "


"هكذا إذا، شكراً لك على تنبيهي."


"لا مشكلة، تماكي ما رأيك أن تنضمي لنا، لدينا متسع لمكان لشخص آخر"


"لا أعتذر، لدي عمل يجب أن أقوم به، شكراً على الدعوة على كل حال "


قلت لها بعدها رتبت أدواتي داخل حقيبتي، و حملتها لأذهب إلى المكتبة، علي البحث من أجل كتابة المقال الذي طلبته منا أستاذة اليابانية.


وصلت إلى المكتبة و قد إنتصبت لي مكاناً بجانب قسم الكتب و الموسوعات الجغرافية، و أحضرت كتاباً يتعلق بالموضوع الذي أبحث عنه و أخرجت دفتري لأدون ما أحتاج.


كان هناك معي في نفس القسم فتاة ترتدي نظارات جالسة في الخلف تقرأ كتابها في صمت، و هناك أيضا تلكما الفتاتان التي يتحدثان منذ مجيئي.


لم أعر أي واحدة منهن ذرة إنتباه، مرت حوالي نصف ساعة و قد إنتهيت من تدوين ملاحظاتي، رتبت أدواتي و ذهبت لأعيد الكتاب إلى مكانه.


بينما كنت أرجع الكتاب حدث و سمعت بعضاً من حديث تلكما الفتاتان، قالت الأولى التي كانت تمتلك شعراً أزرق طويلاً :" إسمعي يامي تشان، هل أنت متأكدة حول مشاعرك تجاه ذلك الفتى، أقصد تشارلن من السنة الثاني؟ "


نعم حدث و سمعت إسم سينباي و تجمدت في مكاني و وقع الكتاب من يدي، إلتفتت نفس الفتاة التي كانت تتكلم إلي و قالت :"ماذا حدث، هل أنت بخير؟ "


إستعدت وعيي و أمسكت الكتاب و قلت لها :" أوه، عذراً على الإزعاج لقد سقط مني فجأة. "


قلت لها بعدما عادت لتتكلم و أنا أحاول أن أقترب منهما لأسمع ما تقولانه.


أكملت ذات الشعر الأزرق:" هيا أخبريني. "


قالت صديقتها التي كان لها شعراً قصيراً ذو لون رمادي يميل للفضي قصيراً بنبرة خجولة :"ماذا... سينباي.... حسناً لا أعتقد أني جاهزة بعد"


"هيا يا فتاة، اذا ما العمل؟"


سكتت للحظات ثم أكملت :"لقد خطرت لي فكرة! انت في نادي الطبخ صحيح"


أومأت لها لتكمل "إذا فلتصنعي له بعض الكعك و أعطيها له مدعية أنك تريدين أراء الطلاب حول جودتها، و إذا أعجبته حاولي دعوته للانضمام بنادي الطبخ، ما رأيك؟ "


" أنت ذكية كعادتك يوسا تشان، إذ سأذهب الأن، وداعاً!"


ودعتها لتذهب راكضة فرحة بما ستفعله، اشتعلت في نفسي شرارة غضب جديدة، لقد ضقت ذرعاً من كل هذه المشاكل التي تعيقني، فقررت في نفسي أني سأتخلص من هذه الفتاة و اعترف لسينباي بحبي و أنهي كل شيء.



*

تتبعت تلك الفتاة بتخفي لكي لا تلحظني، كانت قد ذهبت إلى غرفة نادي الطبخ و لم يكن هناك أحد سواها، نعم تلك هي فرصتي المثالية، لكني نسيت حقيبتي في المكتبة و فيها ملابسي الإحتياطية و قفازاي و كل مستلزمات جرائمي، تبا لحظي العاثر.


أخذت مكاناً بجانب جدار الممر المقابل و بدأت أنظر إليها بإشمئزاز و هي تطبخ بسعادة و تغني بعض الألحان، و كلي شرٌ لأخنقها.


إنتهت من تحضير الكعك و أخذت الصينية لتقوم بتوزيع العينات على بعض الطلاب، خرجت راكضة نحو الممر الذي كنت فيه فتظاهرت أني أتمشى.


نظرت إلي و مدت نحوي الصينية و قالت :"عذراً يا آنسة، هل لديك بعض الوقت، أريد منك تذوق هذه العينات و إطلاعي عن رأيك."


أجبتها بإحترام مصطنع: "آسفة لكن معدتي تؤلمني الآن ربما المرة القادمة"


"اوه حسناً... إذا أعتذر لإزعاجك وداعاً " قالت، ثم ذهبت نحو الحديقة و في طريقها تعطي كل طالب عينة من كعكها المقرف ذاك، تعبتها إلى أن وصلت إلى النافورة حيث يجلس سينباي.


تقدمت نحوه بخجل و قالت :"عذرا... سينباي "


أغلق كتابه الذي كان يقرأه و أجابها :" نعم ماذا تحتاجين يا آنسة، كلي آذان صاغية"


"حسناً... لقد حضرت بعض الكعك في النادي و أنا... أنا... أنا أريد منك رأيك فيه!" ،قالت الأخيرة بتوتر و أنحنت و مدت إليه الصينية.


بدأ في الضحك ببراءة ثم قال :"هذا كل ما في الأمر، طبعاً فأنا أحب الكعك".


أخذ قطعة منه و أدخلها فمه و بدأ بمضغها، ليمتلأ خداه الورديان، نظر قليلاً للأرض ثم رفع رأسه إليها و قال :" لذيذة! هل يمكنني أخذ قطعة أخرى؟"


"اوه... طبعاً طبعاً! خذ قدر ما تشاء"، أعطته الصينية و بدأ في أكل كعكها حتى إنتهى.


نظرت إليه و قالت بحماس :"يمكنك المجيء إلى النادي في المساء! "


نظر إليها مستغرباً لتحمر وجنتاها و قالت :"أقصد... إذا أعجبتك، يمكنك القدوم في المساء إلى النادي لتناول المزيد"


"هل أنت متأكدة أنه لا مشكلة في ذلك؟ "


"لا لا! يمكنك الأكل قدر ما تريد، لا أحد يأكل ما تبقى من الطعام لذلك نرميه دائما، هذا أفضل من رميه"


"إذا كنت مصرة، سآتي قبل إغلاق نادي المدرسة بعشر دقائق، إنتظريني"


قال لها و هي غير مصدقة لما سمعته، أمسكت الصينية ثم إبتسمت في وجهه و رحلت.


في ناحية أخرى كنت أستشيظ غضباً مما حدث، كيف تجرؤ و تتكلم معه و لديها أيضا الشجاعة لتأمره.


ضربت الحائط بقبضتي ليحدث نزيف خفيف، تمالكت نفسي ثم لعقت يدي و بدأت أكر في طريقة لحل المشكلة، هيا أيانو أنت ذكية و ستجدينها.


مرت دقائق من التفكير و أنا أمشي هنا و هناك حتى خطرت في بالي فكرة، وجدتها! سأنضم إلى نادي الطبخ.


*

توجهت بعدها إلى غرفة ذلك النادي المقرف، طرقت الباب و أدخلت رأسي منه لألقي بترحيبة: "مرحبا.. "


نظرت إلي إحدى الفتيات الموجودات هناك بإستغراب و سألتني: "مرحبا بك، هل تريدين شيئا؟"


"نعم، أنا فقط أبحث عن فتاة ذات شعر رمادي قصير يميل للون الفضي، و عينين خضراوتين و تبدو خجولة، أظن أن إسمها كان يومي تشان، هل تعرفينها؟"


"اوه، تقصدين يومياجي سينباي، انتظري، سأناديها لك"


ذهبت بعدها إلى إحدى الغرف و نادت :"يومياجي سينباي! هناك من يسأل عنك"


لتجيبها تلك الصلعوكة:"أنا قادمة! "


لتنظر الفتاة الأخرى لي و تقول :"إنها قادمة، عذرا سأعود للعمل"


أومأت لها لتمر لحظا و تأتي تلك الصعلوكة بتلك الابتسامة القذرة التي تدعي اللطافة منها، يا إلهي كم هذا مقرف.


ذهبت للتكلم مع تلك الفتاة التي نادتها و أشارت بعدها نحوي، يبدو أنها سألتها عن الشخص الذي جاء يبحث عنها.


تقدمت نحوي لتقول:" مرحبا بك في نادي الطبخ، ماذا تحتاجين؟"


"عفوا هل انت مديرة هذا النادي"


"بالطبع، لماذا؟ هل تريدن ملئ إستمارة إنضمام للنادي؟ "


" نعم، أريد أن أنظم للنادي، هل هناك مكان لأعضاء جدد؟"


" اوه بالطبع! تعالي سأعطيك الإستمارة لملئها"


أمسكتني من يدي و سحبتني إلى إحدى الطاولات، و أخبرتني أن أنتظر قليلاً، نظرت ليدي بكل تقزز و أخرجت منديلاً من جيبي لأنظفها من جراثيم تلك الصلعوكة، يا إلهي ربما سأفكر في قطعها.


عادت بعد لحظات و هي ممسكة بإستمارة و قلم و وضعتهما أمامي لتبتسم لي و تقول :"حسنا كل شيء جاهز".


أمسكت القلم و بدأت بملأ الإستمارة و بدأت تلك الصلعوكة تثرثر عند رأسي و أنا على شفى حفرة و أنفجر.


"كما ترين لا يوجد إقبال كبير لنادينا في الفترة الأخيرة، و نحن نعاني من نقص في الأعضاء و لذلك نقبل بأي أعضاء جدد."


أنا في عقلي:" هذا بديهي ، و من سيضيع وقته في هذا النادي المقزز"


بقيت تثرثر عند رأسي و أنا أعض على شفتي حتى إنتهيت أخيراً من ملئ الإستمارة لتقول لي: "حسناً عظيم لقد إنتهيتِ، سأذهب الآن لإعطائها للأستاذة المسؤولة عن نادينا، و في هذه الأثناء ستعطيك ياشيرو بعض مستلزمات النادي، أراك لاحقاً!"


قالت لتودعنا بتلك الإبتسامة المقرفة، لتأتي تلك الفتاة المدعوة ياشيرو إلي و تقول :"إذا أهلاً بك في نادينا، أنا ياشيرو يمكنك مناداتي ياشي-تشان إذا أردت، حسناً، هاكي هذه بذلة الطبخ و القفازات، ستبدئين اليوم، هل تجيدين الطبخ؟"


" لا، ليس كثيرا"


" عظيم لنبدأ، ستتعلمين اليوم أساسيات الطبخ"



*

ملاحظة هامة:


أعلم إني أخبرتكم أني سأقوم بسحب جميع الفصول و تعديلها، و سأستغرق فقط يومين أو ثلاثة أيام ثم سأقوم بنشر الفصول المتبقية، لكني تأخرت إستغرقت حوالي خمسة أسابيع لأكمل جل التعديلات، لكني رأيت أن القصة بها الكثير من الثغرات و الأخطاء و أنها تحتاج إلى التعديل مع أني لا أحبذ فكرة تعديل الروايات و كنت سأقوم بإكمال الرواية كما هي و أقوم بعدها بنشر نسخة معدلة منها لكني تطرقت إلى هذا الحل، و قمت في المقابل بحذف فصول و إستبدالها بفصول جديدة لذلك ستكون هناك خربطة للقراء القدم في فهم الأحداث .


المهم، أرجوا منكم إعادة مراجعة الفصول الجديدة لأنه هناك تغييرات كبيرة في أسماء الشخصيات و ترتيب الأحداث و حتى عناوين الفصول، و أرجوا منكم كل العذر و الآن أترككم مع الفصل.


سأقوم بحذف الملاحظة بعد مدة.


--------------------------------


بعدها قامت تلك المدعوة ياشيرو بتعليمي الأساسيات، ثم بعد مدة عادت تلك الساذجة و جاءت نحوي بتلك الابتسامة القذرة بينما كنت أتدرب و قالت :"أيانو يبدو أنك تتعلمين بسرعة"


"حسناً.... شكراً"


"خطرت لي فكرة! لما لا تحاولين إعداد فطيرة"


"فطيرة! لا، لا أعتقد أنه يمكنني ذلك"


"هيا لا عيب في المحاولة، يمكنك أخذ بعضاً من حصتي في الطحين، حسناً ناديني عندما تنتهين"


قالت لترحل و تتركني هناك، يا إلهي هل هي جادة سأحضر فطيرة الآن، حسناً لا مفر.


بدأت أضع المقادير و أتبع الخطوات حتى وضعتها في الفرن، ذهبت إلى النافذة للنظر إلى سينباي كان كعادته ينتهي من الذهاب إلى ناديه و يقرأ كتابه عند النافورة.


بقيت منغمسة لا أحس بالوقت يمر حتى سمعت صوت إنذار حريق، إستدرت لأرى دخان يتصاعد من فرني، يا إلهي الفطيرة!


أسرعت بأخذ مطفأة الحريق و توجهت بها للفرن، أخمدت النيران داخله و بدأ الدخان يتصاعد و أنا أسعل.


أخرجت الفطيرة لأضعها فوق الطاولة، نظرت إليها بأسف إنها تشبه قطعة الفحم، جاءت تلك الصلعوكة إلي و قالت :"أيانو إذا كيف جرى الأمر معـ...أوه ماهذا؟ "


"أعتذر لقد أحرقت الفطيرة"


"لا تقلقي فهذه محاولتك الأولى، حسناً وظبي أغراضك، سنغلق باب النادي"


توجهت بعدها لفرنها و نظرت بأسى إلى الباب و إلى الكعك الذي حضرته، أحسست بلذة النصر هناك.


جمعت أغراضي و توجهت للخارج، في طريقي فتى يرتدي عصبة رأس أعتقد أنني إلتقيته من قبل، جاء نحوي و قلت له :"عذراً ماذا تحتاج"


" عذراً و لكن.... هل.. أقصد... هل يمكنني مرافقتك اليوم! "


"ماذا ؟ بالطبع لا، من أنت على أية حال"


و أكملت طريقي و قد قال شيئاً لم أسمعه.


الفتى :" يا إلهي كم هي جميلة كعادتها! لا أصدق أنني قمت بالتكلم معها "


في مكان آخر، من نافذة مجلس الطلبة المطلة على الباحة:


الفتاة 1: (تتكلم في الهاتف) "مرحباً يا أيتها الرئيسة، يبدو أنني وجدت الفتاة المطلوبة"


"عظيم! فلتتحدثي معها في أول أيام الأسبوع القادم، و أبقيها تحت المراقبة"


نعود إلى أيانو:


في اليوم التالي، أرسلت رسالة إلى إينفو تشان لنلتقي في أحد المحلات التجارية.


ذهبت هناك و وجدتها تنتظر، ذهبت إليها و رحبت بها لتقول لي :"ماذا بك لقد تأخرتي ثلاثة دقائق "


"يا إلهي إينفو تشان، حسناً دعينا نذهب"


"مهلاً إنتظري... إلى أين؟ "


"لا لا، هذا سر، هيا بنا"


جلبت إينفو تشان من يدها، ذهبنا للتسوق، إشتريت بعض الملابس الشتوية فقد إقترب الشتاء و أخذنا بعض الصور كان يوما جميلاً، توقفنا عند أحد المطاعم و قد طلبنا بعض الطعام لنبدأ محادثتنا.


" حسناً أيانو لديك فقط عشرة دقائق و سأهم بالإنصراف"


"كم أنت قاسية... حسناً أريد خدمة منك، هل تعرفين تلك الفتاة رئيسة نادي الطبخ؟"


"من، أتقصدين يومي تشان؟ "


"نعم أنا أقصدها، إنها تعيق طريقي سوف أتخلص منها و أحتاج مساعدتك"


"في الحقيقة أيانو، هناك من يراقبنا أو بالأحرى يراقبك، لكني قد أكون عرضة للخطر معك"


" ماذا تقصدين، من يتبعنا أنا لا أرى أحداً"


تقدمت نحوي بحذر و قالت بصوت خفيف: "هناك، الفتاة الجالسة في الطاولة رقم 5 لاحظت أنها تتبعنا منذ مجيئنا"


إستدرت بحذر لأرى تلك الفتاة، لم تكن ملامحها ظاهرة فقد كانت ترتدي قبعة و نظارات.


عدت لأكمل المحادثة مع إينفو تشان :"إذا و ما علاقتها بنا؟ "


" ألا تفهمين؟ قطعاً أنها من اللجنة التأديبية للمدرسة، لابد أنهم يحققون حول سلسلة الحوادث التي وقعت في الآونة الأخيرة و قد وجهوا أصابع الإتهام نحوك"


"و لكن لما أنا بالضبط؟ تأكد ألا أترك ورائي أدلة"


"لدينا ثلاثة أسباب أساسية و لا شك أنهم قد إستنتجوها سابقاً، أولاً هذه الجرائم لم تحدث في تاريخ هذه المدرسة إلا هذه السنة، لذلك أغلب الشكوك متوجهة نحو طلاب السنة الأولى، ثانياً طرد مجموعة كبيرة من الطلاب في مدة وجيزة و بالإضافة إلى أوسانا و قد إستنتجوا أن هذا الشخص هو من تسبب في طردهم لكي لا يعيقوا غايته و لابد أن له علاقة بالطالبة أوسانا، لذلك قد يكون في الأغلب من نفس صفها، ثالثاً هي العبارة التي كتبتها في ذراع تلك الأستاذة و هي التي ضيقت حيز التحقيق"


"و لكن كيف؟ "


" لقد كتبت عبارة لا تلمسيه و كنت قاصدة بكلامك ذكراً فقد وصفته بالهاء، لذلك إستنتجوا أن فتاة ما قامت بتلك الأفعال"


" لكن هذا لا يثبت أنني أنا من قمت بها فقد تكون أي فتاة من صفي و ليس شرطاً أنا"


" هذه أحد الأسباب، لا شك أنهم قد توصلوا إلى سبب أو سببين إضافيين، المهم لقد إنتهت مدة المحادثة، حاولي عدم زيارتي هذه الفترة حتى تهدأ الأوضاع و لا تقبلي على فعل طائش و إلا كشفتِ، كان غداءً رائعاً" قالتها مودعة إياي.



*

السلام عليكم!


عيدكم مبارك وكل عام وانتم بخير وصحه وسلامه يارب،


بما أن هذا الأسبوع أسبوع عيد، سوف أقوم بتنزيل فصل جديد من كل الروايات،


لذلك استمتعوا بالفصل و لا تنسو قراءة الروايات الأخرى،


****


قالتها لتحمل حقيبتها و تذهب تاركة إياي، لكن تلك الفتاة بقت هناك و لم تتحرك و قد صح كلام إينفو تشان عندما قالت أنها تلاحقني أنا.


بقيت هناك لفترة لعلها ترحل لكنها لم تحرك ساكناً، حملت أغراضي و دفعت الفاتورة لأعود للمنزل.


بقيت أتجول هنا و هناك لكي أضيعها لكنها بقت تلاحقني من بعيد، حتى خطرت في بالي فكرة دخلت الحمام بعد دخول إحدى الفتياة ثم بقيت هناك لفترة طويلة.


بقي الباب يفتح و يخرج شخص منه و تتمنى لو كان أنا و لكن للأسف، بقيت تنظر لفترة ليست بوجيزة حتى نفذ صبرها فقررت الدخول إلى الحمام.


دخلت إلى الحمام و بدأت بغسل وجهها لكي لا تثير الشبهات، إنتظرت حتي يفرغ و بدأت بفتح أبواب المراحيض، فتحت الواحد تلو الأخر حتى وصلت إلى الباب الآخير، فقامت بفتحه و لم تجد فيه أحداً.


إكتشفت بعدها خدعتي عندما تذكرت فتاة ترتدي معطف صوف تحمل نفس حقيبتي تخرج رغم أنها لم ترها تدخل، نعم لقد قمت بتغيير ملابسي في الداخل بالتي إشتريتها.


أحكمت على قبضتها و ضربت الباب، خرجت راكضة تبحث عني و لكنني كنت قد ركبت أول حافلة وجدتها، لأتجه نحو المنزل.


عند دخولي وضعت حقيبتي و الأكياس على الأرض، و بدأت أشحذ أسناني من الغضب، لم أعرف ماذا أفعل فكلما تخلصت من مشكلة تأتي أختها.


صعدت لغرفتي غاضبة، و بدأت أفكر فب خطة ما لكي أتخلص من تلك الرئيسة المقززة، و تلك الفتاة التي تتبعني.


أمضيت عطلة الأسبوع أحاول تهدئة نفسي و أرتبها، لكي أتوصل إلى الطريقة المناسبة لكي أتخلص من هذه الورطة.


و لكن هيهات، فقد كنت أجأ إلى القتل في كل مشكلة و لم أستعمل ذكائي، ثم ضربت يدي على حائط غرفتي، ثم تمالكت نفسي.


تذكرت أمر أمي و أنها قد تأخرت في العودة، لذلك أخذت الهاتف و قمت بالإتصال بها.


بقي الهاتف يرن حتى ردت على إتصالي :"مرحبًا "


"مرحباً من معي؟ "


"أمي هذه أنا أيانو"


"أيانو... ماذا حدث هل هناك مشكلة، لماذا اتصلت بي؟ "


"أمي لماذا ذهبت و تركتني بمفردي في هذا المكان، متى سوف تعودين؟ "


"اوه أيانو، آسفة على كذبي عليك إنها ليست مسألة عائلية"


"ماذا تقصدين، ما هي إذا؟ "


"في الحقيقة هناك شخصاً قديماً قد أتى إلى حيينا لفترة و لا أريد مقابلته، و قد إستعملت هذه حجة عليك"


"في الحقيقة أنا لا أهم قصدك، يمكنك شرح ذلك لي عند عودتك لا تتأخري"


" حسناً عزيزتي، إعتني بنفسك و لا تنسي أخذ أدويتك، وداعاً "


"وداعاً "


أغلقت الخط و ذهبت إلى المطبخ، أخرجت بعضاً من علب الدواء و قد أخذ بعض الأقراص منها و وضعتها في يدي ثم رميتها.


نعم، لقد كشف سر من احدى أسرار شخصيتي الغامضة، أنا آخذ أدوية، أمي تحضرها كل شهرين و هي تعتقد أنها سبب تحسن حالتي و لا تعرف الحقيقة.


قد تتساءلون لماذا لا آخذ الأدوية، في الحقيقة لقد فقدت الأمل فيها منذ سنوات بسبب عدم تحسن حالتي و منذ ذلك الوقت أصبحت أحاول التظاهر بأخذها، أحياناً آخذها أمام والداتي لكي تطمئن و لكنني أخبؤها تحت لساني و أرميها لاحقاً.


مرت عطلة الأسبوع و قد بدأ أسبوع دراسي جديد، العطلة بعد أسبوعين و الإمتحانات قريبة علي أن أسرع في خطتي و إلا ستعود أوسانا و تفسد كل شيء.



*

بدأ اليوم الدراسي كالمعتاد، حصص و حصص ثم جاءت الإستراحة، خرجت من الصف لأشتري شيئا أشربه.


توجهت نحو آلة العصير و أخذت عصير توت بري و إستدرت لأعود، فإذ بي أقابل فتاة ترتدي زي السنة الثالثة تمتلك شعر كتساني طويل منسدل و فيه بعض الظفائر الممتدة من خصلات فوق أذنها.


نظرت إليها بإستغراب و قلت :"عذراً، هل تحتاجين لشيء؟ "


أجابتني بنبرة صارمة :"لا، لا شيء محدد، هل أنت الطالبة أيانو آيشي من السنة الثانية الصف الرابع؟ "


"نعم أنا هي"


"أنا ميساكي روم من اللجنة التأديبية، و أريد التحدث معك في شيء"


إرتعدت ملامحي للحظة، هل هي يا ترى من كانت تلاحقني البارحة؟


أخفيت ذعري و حاولت أن أكون طبيعية و قلت بإبتسامة: "نعم بالطبع! "


" حسناً ، لا شك أنك سمعت حول الوقائع الأخيرة في المدرسة"


"نعم بالطبع، هذا أصبح يخيفني"


" و نحن بصفتنا مجلس اللجنة التأديبية للمدرسة، لم نستطع أن نبقى مكتوفي الأيدي لذلك قمنا بتحقيق عميق و توصلنا إلى أن أغلب أصابع الإتهام متوجهة نحو فتيات صفكم"


بلعت ريقي و حاولت أن أكون طبيعية لكن شخصيتي المظلمة قد تغلبت علي و قد كنت على شفى حفرة من الانفجار.


"لابد أنك تعرفين زميلتك في الصف التي طردت أوسانا كوك، لا شك أنها كانت إحدى ضحايا أفعال هذا المجرم، أخبرني تماكي هل كان لديك مشاكل معها"


كنت شابكة يدي وراء ظهري و أقوم بالضغط عليهما حتى إخترقتهما الأظافر، نظرت إليها نظرة رعب لأقول :"أنت... هل كنت التي كانت تلاحقني البارحة... "


"يبدو أنك إكتشفت الأمر أخيراً"


بعدها عدت لأبتسم و قلت :"أوسانا كانت ليست صديقة مقربة لي و لكن ليس بيننا مشاكل، هذا كل ما لدي أرجو لكم التوفيق في تحقيقاتكم"


قلتها لأذهب تاركة إياها، مشيت بضعة أمتار ثم توقفت لأقول بنبرة جدية :"لا تحاولي العبث معي، أنا لست المجرم و لكن إذا بقيت تتهاونين معي و تلاحقينني ربما أصبح واحداً، لذلك لا تتحديني فأنا لا أخسر نزالاً بدأته"


" ياللصدفة ،حدث و أني أحب النزالات و أكزه الخسارة، أنا لست سهلة أبداً و تبدين صعبة المراس، أظن أنني سأستمتع معك قليلاً"


قالتها لأبتسم إبتسامة متعطشة للقتل و أذهب و أتركها هناك.


عدت للصف و قد أكملت الحصص، إنتهى الدوام فذهبت إلى النادي إستقبلتني تلك الصعلوكة كالعادة و أخذت مكاني.


بدأت أطبخ و سمعتها تتحدث مع صديقتها تلك :" ياشي تشان، سوف يأتي اليوم أنا متأكدة"


يا إلهي كم تغيظني، مر النادي بلا أي جديد حتى حان وقت الخروج، جمعت أغراضي لأخرج و رأيت تلك الصعلوكة حزينة كالمرة السابقك، إبتسمت إبتسامة جانبية و رفعت رأسي للخروج ليحدث ما لم يكن في الحسبان.


كان سينباي عل بعد متر مني و قد نظر إلي و قال :"أنت... لقد تذكرتك! "


قالها لأرد عليه :"آسفة علي الذهاب! " لأخرج و قد إحمر وجهي، ليحاول إيقافي ليستفسر عن الموضوع و لكني كنت قد إبتعدت.


كان في الداخل مستغرباً و يقول :"لماذا تهرب دائماً؟ ".


"سينباي ! " قالتها تلك الصعلوكة بإبتسامة قذرة و قد أمسكت صحن الكع بيدها و وجهته نحوه.


كنت في الخارج أسترق النظر من إحدى الزوايا و كلي غضب، توجهت للخارج لأعود للمنزل.


بينما كنت أتمشى في طريق عودتي فإذ بي أرى سينباي من بعيد داخل متجر قهوة يقرأ كتابه.


إختبأت خلف عامود الإنارة و أخذت له صورة خاطفة لأنظر في تفاصيل وجهه بكل لهفة و جنون.



*

في اليوم التالي، لم أذهب إلى النادي، خجلت لو يعود سينباي و يراني مجدداً.


في اليوم الذي يليه، كنت أتمشى في الرواق أثناء الإستراحة و قد رأيت تلك الصعلوكة مع صديقتها تتحدثان، فإختبت في زاوية و بدأت أسترق السمع.


"إسمعي يومي تشان، ماذا بشأن تلك الفتاة؟ "


"اوه أتقصدين أيانو، نعم أنا قلقة حولها، لقد بدا و كأنها غضبت و ذهبت بلا سابق إنذار و لم تعد بعدها إلى النادي، سوف أذهب إلى صفها قريباً لأسأل عنها"


"ماذا عن معشوقك، ذلك الفتى. "


"اوه أقصدين سينباي، إنه لطيف لم ينس دعوتي و قد أى رغم تخلفه عنها في البداية، أتمنى أن يظل يزورني حتى أعترف له"


" حسناً هيا لنذهب سوف تنتهي الإستراحة "


أنهيا الحديث ليرحلا و أشتاظ غضباً، لاحظت بجانبي شخصاً يلتقط لهما الصور تقدمت للأمام لأرى في كاميرته صوراً لتلك الصعلوكة، أيعقل أنه معجب بها.


لقد تذكرت، إنه سكوبي من نادي التصوير لقد درسنا معاً في السنة الثالثة في الإعدادية، لم أتحدث معه قط و لكنه كان يحب المناظر و الخلفيات و يمسك دائما بكاميرا في جيبه.


لقد خطرت لي فكرة، ذهبت نحوه و ناديته :"مرحباً، أنت سكوبي صحيح؟ "


أجاب بتوتر: "نـ... نعم لماذا؟ "


"أنت تحب تصوير الفتيات، أم أنك تحب تصويرها"


"ماذا تقصدين؟ "


"تعال إلي، بعد المدرسة عند النافورة سأخبرك بشيء ربما يثير إهتمامك"


قلت لأتركه و أذهب لأعود إلى الصف، عظيم لقد خطرت لي فكرة من أجل خطتي ربما يعود الحظ في صفي.


إلا أنها ليست مضمونة، سكوبي شاب هادئ ليس فيه ما يجذب الأنظار إلا أنه يبدو لطيفاً، ليس من النوع الذي تعجب فيه الكثير من الفتيات ربما واحدة أو إثنتين في العشرين أي بمعدل عشرة بالمئة كأقصى حد، لا يزال هناك أمل.


إنتهت الاستراحة و بدأ الدوام الدراسي و إنتهى كالعادة، رن الجرس فقمت بجمع أغراضي و إنتظرت لكي تفرغ المدرسة قليلاً لأذهب و أتحدث معه.


بعد دقائق توجهت إلى الحديقة التي تحتوي على شجرة الساكورا في مدرستنا، وجدت سكوبي يقف هناك شارداً يستعمل الكاميرا خاصته لأخذ بعض الصور.


توجهت إليه و قمت بقطع شروده ليتفاجأ قليلاً ثم ينظر إلي ليتحدث :"من أنت و ماذا تحتاجين؟ "


تقدمت نحوه لأنظر فيه عينيه و يتوتر قليلاً ثم توجهت إلى بعض الأزهار التي كانت في الجانب و أنحنيت لألمسها و أتحدث: "يا إلهي... ألم تعرفني أنا أيانو تماكي، درسنا معاً في الصف الثالث أنسيت"


"اوه تماكي... في الحقيقة لم نتحدث كثيراً لذلك واجهت صعوبة في تذكرك، على أية حال ماذا تملكين لي، لقد ذكرت شيئاً عن صفقة مربحة"


"الحب، أنا أملك صفقة بإسم الحب، قد تكون أغلى من النقود أتعلم"


"بماذا تهذين، ليس لدي وقت للترهات أنا راحل"


تقدم قليلاً للأمام حتى قلت له:"يومياجيا".


ليرتعد في مكانه و يقول بتوتر:"ماذا تقصدين؟ من.. من هي يومياجيا هذه.. "


قطفت زهرة و نهضت متجهة إليه، بدأت ألاعب الزهرة بيدي لأقول :" هيا، الكل يعلم أنك معجب بها.... أم أنني الوحيدة"


"أنت تضايقينني كثيرا سأرحل!"


بدأت أنزع أوراق الزهرة لأقول له :"يمكنني أن أجعلها عشيقة لك، و لكن لدي شيء في المقابل "


نظر نحوي بإهتمام و قال: " أكملي"


"يمكنني أن أجعلها تعجب بك و لكن هناك أمران يجب عليك فعلها، الأول سوف تنضم إلى نادي الطبخ"


" ماذا عن الثاني؟ "


" الثاني... هممم، سوف تمدني بكامل ما يحدث داخل ذلك النادي، هناك شاب حالياً هي معجبة به و مهمتك تقتضي بأن تجعلها تعجب بك أكثر"


"لقد فهمت و لكن لدي سؤال أخير، لماذا تفعلين كل هذا؟"


إبتسمت له للحظة و قد إنتهت أوراق الزهرة لأضع سبابتي في شفتي و أقول :" هذا سر، هذا كل ما لدي اليوم إذا أجبك العرض فلتأتي غداً إلى صفي أنا في إنتظارك"


قلتها لأذهب تاركةً إياه و أرمي تلك الزهرة في تلك الحديقة لتصبح من المنسيات، لأتوجه نحو المنزل منتظرة إجابته بلهفة.




*

في اليوم التالي، بينما كنت جالسة في مكاني بالصف أتناول في الغداء فإذ بإحدى الزميلات تأتي إلي و تخبرني أنه هناك يسأل عني، نظرت إلى باب الصف فإذ بي أرى سكوبي واقفاً هناك متوتراً يحك بيده خلف رأسه، نطر إلي للحظة فإبتسمت إبتسامة النصر لكنه توتر و أدار وجهه، هل إبتسامتي بشعة لهذه الدرجة.


توجهنا إلى الرواق و بدأنا بالتحدث، بدأت الحديث بقولي: "إذن لقد وافقت في النهاية"


"ما هي خطتك إذا؟ "


"حسناً، في الحقيقة أردت أن أعرضك على يومي تشان لعلها تعجب بك ثم أسألها عن رأيها فيك و أحاول إقناعها بمواعدتك"


"ماذا! هذه أفظع خطة قد سمعتها من قبل."


"حسناً كما تريد سأذهب للبحث عن فتى آخر، سررت بتعرفي عليك رغم أنها كانت مدة قصيرة، حسنا وداعاً "


أدرت ظهري له لأمشي بضعة خطوات ليوقفني بقوله: "إنتظري لحظة! "


إستدرت له في استغراب و قلت :"ماذا، هل غيرت رأيك؟ "


" حـ... حسناً سأعلق آمالاً على خطتك"


قلت بفرحة: " مرحى! "


لكنه قاطعني بغضب: " لكنها بحاجة إلى التعديل"


بعدها اقترحت الذهاب إلى إينفو تشان لمساعدتي و بالفعل لقد ساعدتني كثيراً، بعد مدة مم محادثتناً :"و الآن أيانو هل فهمتني، ستقومين بخلق جو رومنسي بين رفيقك و تلك الطالبة و لن يتحقق هذا إلا بإنضمام سكوبي إلى نادي الطبخ، حسنا استسمحكما عذراً لدي مقال لأنهيه".


"شكراً جزيلا إينفو تشان! حينا أراك لاحقاً "


قلتها مودعة أياها لأعود إلى سكوبي، أخبرته بالتعديلات التي طرأت على الخطة و بأمر انضمامه إلى نادي الطبخ و قد وافق على كل شيء، في النهاية قمت بتودعيه و أخبرته أن يأتي إلى صفي بعد نهاية الدوام لأضمه للنادي.


بعد نهاية الدوام أتى إلى صفي لكي أرافقه لكنه أثار بعض الاشاعات بين الطلاب خصوصاً بعد قدومه مرتين إلي في صفي، المهم قمت بمرافقته إلى غرفة النادي، قمت بالدخول معه للداخل أقيت التحية لتنظر ياشيرو إلي مستغربة :"أيانو من هو رفيقك؟ "


"اوه إنه سكوبي، لقد درسنا معاً من قبل أخبرنني أنه يريد الانضمام إلى النادي"


"حسناً تشرفت بمعرفتك"


اجابها سكوبي بتوتر :"أ... أنـ...أنا أيضا! سررت بمعرفتك! "


و يبدو أن حديثنا قد اثار فضول إحدى المزعجات، خرجت تلك المدعوة يومي تشان من غرفتها و قد احضرت استمارة انضمام.


" يبدو أني سمعت شخصاً يقول انه يريد الانضمام" قالتها و هي تحمل الاستمارة.


" يومي سينباي هذا سكوبي، انه يدرس السنة الأولى مثلي و قد اراد الانضام لذلك قام بسؤالي عن ذلك" اجبتها.


اضافت: "حسناً تعال إلى هنا لملأ الطلب و سأعطيك بعض المستلزمات"


نظر إلي بتوتر فقمت بدفعه ليذهب إليها، كان وجهه محمرا و هو بجانبها فقد كان قريبآ جداً و كان ينكس رأسه كلما تكلمت إليه و ابتسمت.


انتهى من ملأ الطلب و قد أعطته المئزر و بعض الادوات و طلبت مني مساعدته ريثما تأخذ الطلب إلى الأستاذ، اخبرتها أني لست خبيرة في هذا لانني مبتدئة فاقترحت ان تساعده بينما آخذ الاستمارة.


ترددت في البداية لكنها وافقت في الأخير، اخذت الاستمارة و قد طرفت عيني إلى سكوبي عظيم لقد خلقت جواً مناسباً لهما.


عندما عدت وجدت أنهما قد انسجما فقد كان يضحكان و يدردشان معاً، بعد مدة انتهى النادي و لم يحضر سينباي، جمعت ادواتي للخروج، توجه سكوبي إلي بعدما ودع تلك الصلعوكة.


"إذا كيف جرى الأمر؟ " سألت.


"لقد كان رائعاً، لقد تحدثنا عن كثير من الاشياء و قد وجدت أن لديها نفس اهتماماتي"


"عظيم انت تبلي حسناً"


"معذرةً، الا تظنين ان موضوع الاعتراف مبكرٌ جداً، اعني لقد التقينا فقط اليوم و علي الاعتراف لها غداً"


"لا، فقط التزم بالمخطط كل ثانية تخسرها يمكن ان تعترف فيها إلى طالب آخر لذلك اذا لم تعترف لها مبكراً فسوف تخسرها"



*

مرت الايام و أنا أحاول اقناع سكوبي بالافصاح عن مشاعره لتلك الفتاة و كانت قد مرت ثلاثة أيام بالفعل دون أي تقدم يلحظ، لا يمكنني الجزم أنني أضغط على سكوبي لأنه شخص خجول و منعزل و يبدو و كأنه يواجه مشاكل عاطفية لكنني أحتاج إلى اعترافه يجب علي ذلك.


وصل اليوم الرابع من انضمامه للنادي و قد كان آخر يوم في الأسبوع الدراسي بالفعل، لذلك كان علي دفعه للاعتراف بأي طريقة ممكنة.


لذلك ذهبت للمدرسة باكراً و تعمدت تجنب مصادفته، و وضعت رسالة بإسمي أخبره فيها أن يلتقيني في السطح بعد النادي فلدي أمر مهم لأخبره به، و أخبرته بأن يحضر مهما حصل.


مرت الساعات و قد التقط سكوبي الرسالة بالفعل و قد قرأ محتواها لذلك بالطبع حاول سؤالي بالفعل عن الشيء الذي أريده منه، لذلك سأل عني في الصف و في الكافتيريا و حتى في غرفة إينفو تشان.


لكني تعمدت تجنبه بإختلاق أعذار طلبت من الفتيات التي يدرسن معي أن يقلهن لأي شخص يسأل عني كمثلاً إنها ليست موجودة حالياً أو لقد ذهبت إلى الحمام ربما...


تم تهيئة كل شيء لخطتي و كل شيء يسير كما يرام، و لكن لا شيء يضمن أنها ستنجح.


جاء وقت نشاطات النوادي و بالطبع جاء سكوبي ليسأل عني لكنه وجدني قد ذهبت بالفعل، لذلك ظن أنه سيجدني في النادي لذلك لم يشغل باله.


لكن ما لم يضعه في الحسبان أنه عند وصوله إلى النادي قام بالسؤالي عني و قد أخبرته ياشيرو أنني أخبرتها أنه لدي عمل في المساء لذلك ستتغيب عن النادي.


و هنا كانت أول ثغرة في الخطة، فبتغيبي سيكون أمام سكوبي خياران، إما أن يعود للمنزل مباشرة و يسألني عن الأمر المهم الاسبوع القادم، أو أن يعلق بصيص أمل و يذهب للسطح أيّاً يكن ففي الرسالة أخبرته أن يحضر مهما حصل.


مرّ الثواني و الدقائق في النادي و سكوبي مشتت و لا يدري ماذا يفعل، و لكنه لم يكن الوحيد الذي بدا عليه الاضطراب اليوم، فـ يومي تشان كانت أيضا تبدي بعض الاضطرابات كأنها لم تكن كعادتها اليوم بعدما أعطتها ياشيرو ظرفاً غريباً.


و أخيرا إنتهى النادي و خرج سكوبي مسرعاً للخارج بعد جمع أدواته حيث أنه لم يودع أحداً و هذا ليس من عادته، عند خروجه ظهر له طريقان الأيمن يؤدي إلى الدرج الذي يوصل إلى البوابة التي يخرج منها الطلابو الأيسر يأخذ إلى درج يأخذه مباشرة إلى السطح.


كان مشتتا في خياره فليس من عادته أن يقرر أفعاله بنفسه بسبب مشاكله التي ذكرناها آنفاً، تشتت قليلاً و حبيبات العرق تنزل من جبينه الأسمر و هو يشد على يد حقيبته بقبضته.


حتى أخيراً اتخذ قراراً بنفسه و الذي لم يقم بهذا الفعل منذ زمن، مشي في طريق و صعد درجاً حتى وصل إلى الباب ليقوم بفتحه و تضربه نسمة رياح منعشة في سطح المدرسة.


شعر براحة بعد ذلك مباشرة حيث أنه شعر بأنه قام بإختيار الخيار الصحيح، تقدم قليلاً للأمام و بدأ ينظر هنا و هناك باحثاً عني بدا له انها انني تأخرت، لذلك لا ضير من الانتظار قليلاً بعد.


لكن مرت حوالي العشر دقائق و هو ينظر إلى الأمام من الحافة في اتجاه البوابة الخارجية و قد ذهب كل طالب إلى منزله او إلى عمل عليه القيام به، شعر بخيبة أمل في تلك اللحظة بعدما ظن انه اختار الخيار الصحيح لكن تبين له أنه مخطئ كعادته.


شعر بحزن خفيف ليستدير كي يعود إلى منزله فإذ به يرى ما لم يتوقعه، اقشعر بدنه من الصدمةنعم لقد كانت هي، رئيسة ناديه و محبوبته يومي تشان.


نظرت إليه بإستغراب و هي تحمل ظرفاً في يدها اليمنى لتقول "ماذا... سكوبي؟ هل أنت من أرسل لي تلك الرسالة؟ "


قالتها ليبدي عليه بعض الاستغراب مما قالته لكنه بعد لحظات فهم كل الموقف و ما هو الشيء المهم الذي قصدته، نعم لقد تغيبت عن النادي عمداً بعدما أعطيت ياشيرو رسالة لتعطيها لـ يومي تشان و طلبت منها تبرير غيابي، لقد خططت لهذا من البداية، إذا لم يرد الاعتراف لها فيجب علي البحث عن فتى آخر هذا ما اردت اخباره به.


شدّ على قبضته قليلاً فالطبع سيغضب مني، ليرخيها بعد لحظات و يبتسم، "نعم لقد كانت على حق يجب علي أن اتغلب على خجلي و أخبرها بمشاعري، و الا فلن اجني شيئاً، نعم علي فعلها اما الان او فلا " هذا ما كان يقوله في نفسه.


"اذا كان الامر حول تركك النادي فلا مشكلة لكن ارجوك اعد التفكير في--" بدأت تلك الفتات بالتكلم فلم تكن تظن انه اعتراف او ما شابه.


"أنا معجب بك! " قالها بحماس لها لتنظر اليه بصدمة و تبدأ بإستيعاب ما قاله، لتبدأ الرياح الشتوية الممزوجة بلمسة الخريفية بالهبوب و تأخذ معها أوراق الشجر المتساقطة و كل الهموم و الخجل لتكشف عن حلة شخصية سكوبي الجديدة.


"نعم أنا معجب بك منذ فترة، و كل ما فعلته، الانضمام للنادي و التحدث معك في مواضيع تحبينها و التغيير من شخصيتي كلها كانت من اجلك، لذا أروجوك لا تخيبي ظني و تجعل كل شيء يذهب سداً" أكمل بنفس الحماس و العاطفة.


ليتبادلا نظرات نظرة الاول تلمع بالحماس منتظرة الرد و نظرة الأخرى مليئة بالصدمات و عدم الاستيعاب.


بقي الحال هكذا للحظات حتى اخفضت رأسها و ظن للحظات أنه فشل و ذهب كل شيء، لتصدمه برفعها لرأسها و هي مبتسمة و الدموع تنهمر من عينيها و تقول "نعم بالطبع!".


ليجثي على ركبتيه من الفرحة فقد جاءه ما كان ينتظزه منذ زمن طويل، و أنا أنظر من زواية بعيدة من نفس السطح إليهما و أقول "أخيراً لقد اعترف ذلك الاحمق لتلك الصعلوكة و أخيرا لا يوجد من يعرقلنا الآن و سينباي سيصبح ملكي" و أكملها بضحكة هيستيرية خفيفة.



*

مرّت نهاية الأسبوع بسلام و قد كانت اول مرة انام بها براحة بال منذ زمن، جاء أسبوع الاختبارات و قد كان صعباً قليلاً نظراً لأنه كنت مشغولة في حل مشاكلي و قد اهملت دراستي قليلاً لكني حافظت على مستواي المتوسط.


طلبت من يومي تشان ترك النادي و وافقت بعد معارضتها في البداية، و قد شكرني سكوبي لما فعلته فأخبرته انه لا داعي للشكر فهذه كانت مصلحة مشتركة، و كانت تلك آخر مرة اتكلم فيها معهما، إلى أن جاء ما لم يكن في الحسبان.


بعد آخر اختبار اجتزناه ذهب الجميع للراحة و يعود بعد ايام من اجل النتائج، المشكلة لم تكن في النتائج بل بما حصل ذلك اليوم.


ذهبت في ذلك الصباح لأتفقد نتائج اختبارات نصف العام الدراسي، و رأيت نتائجي المتوقعة، علامات تتراوح بين الستين و الثمانين علامة من أصل مئة.


كنت عائدة للمنزل حتى أخبرتني إحدى الزميلات بأن اذهب للصف فهناك شيء مهم يريد المدير ان يطلعنا عليه، فعلت ما أخبرتني به و أنا انتظر ان يقول كلمته المتوقعة حول سوء النتائج لأعود للمنزل.


مرت مدة حتى اجتمع الجميع في صفوفهم، ليبدأ بعدها المدير خطابه من مكتبه لتبث مكبرات الصوت خطابه "يا تلاميذ ثانوية القيقب، اريد اخباركم بأنه بعد طول انتظار، اكتمل بناء و فتح ثانوية جديدة في المدينة لذلك نظراً للاكتظاظ الذي نعانيه سيتم ارسال الطلاب الماكثين في تلك المنطقة إلى تلك المدرسة، و سيتم اعادة تقسيم الصفوف و تنظيمها بعد العطلة القصيرة، هذا كل شيء و شكراً لاستماعكم ".


أغلق مكبر الصوت و بدأ الطلاب يتهامسون بينهم.


" مدرسة جديدة؟ "


" ألن تذهبي هناك سمعت انك ماكثة في تلك المنطقة. "


"يا صاح لا أريد الذهاب أنا جيد هكذا. "


" سأشتاق إليك كثيراً "


و في خضم النقاشات و الثرثرات، كنت مازلت لم أستوعب ما قاله، اعادة تقسيم الصفوف و عودة كل الطلاب هذا يعني ان أوسانا ستعود و سيفشل كل شيء، نعم سيذهب كل شيء سداً.


رن الجرس و خرج الجميع من الصفوف متجهين إلى بيوتهم لقضاء العطلة، البعض فرح من الخبر و البعض محلط و هناك من لم يأبه به حتى، كنت أتمشى عائدة للمنزل حتى التقيتها إنها ميساكي روم من الللجنة التأديبية.


كانت واقفة على بعد مترين مني تنظر الي، نظرت إليها و قلت :"عذراً أتحتاجين شيئاً؟ "


جمعت يديها و تقدمت بضع الخطوات و بدأت تمشي في دوائر حولي :"إذا... أيانو أيشي ،لا تعتقدي أني نسيت أمر التحقيق بالعكس، مازلت اللجنة تواصل التحقيق لتجد الطالب المتهم، و من سوء حظك أنني من وكلت بمراقبتك فأنا هي أفضل مراقبة في اللجنة".


احتدمت النظرات بيننا، سكتت للحظة ثم أغمضت عيناها و قالت :"و لكن للأسف الشديد، فقرار الانتقال الإجباري هذا قد خرب مخططاتي و هذا من حسن حظك أيشي، لكن لا تظني أن اللجنة ستتوقف بل ستستمر حتى تجد المذنب و لكن بدوني".


بعدها تقدمت بضع خطوات لترحل ثم توقفت و قالت :"نلتقي قريباً يا أيانو أيشي، أنا أشعر بذلك"


ثم أكملت طريقها لترحل و تكون هذه آخر مرة أراها فيها ، او هذا ما ظننته.


رغم كل ما حدث و تخرب خططي، إلا أن هذا القرار سيكون له محاسنه مثلما له مساوئه، سيتعبني هذا قليلاً لكن يمكنني فعلها مثلما افعلها دائما، و بالرغم من ذلك فكل هذا باسم الحب.


لذلك إنتظر سينباي ،سوف أحرص أن أجعلك ملكي قبل نهاية السنة.


.

.

.

مخططات جديدة بدأت و قرارت جديدة إتخذت، بعد العطلة سيبقى لأيانو فقط فصل دراسي واحد لتجعل تشارلن ملكها أو ستأخذه أخرى منها.


فصل جديد من القصة سيبدأ و شخصيات جديدة ستدخل مجرى القصة، لذلك ماذا سيحدث يا ترى و هل ستكشف جرائم أيانو بإسم الحب، أم أنها ستذهب مهب الريح كباقيتها، و هل ستعترف لسينباي بحبها ام أن عدوتها اللدودة ستأخذه منها .


لتعرفوا كل هذا لا تفوتوا الرواية.




2021/01/18 · 704 مشاهدة · 22351 كلمة
THE EAGLE
نادي الروايات - 2024